كيف نطوّر القطّاع الزّراعيّ؟

الزراعة الحديثة ومقوماتها

مع تغيّرات العصر الحالي باتت الزّراعة التقليديّة تواجه تحديات مُستمرة بسبب تزايد عدد السّكان، واستنزاف الموارد المتاحة، والتّركيز المستمر على القطاع الصّناعي على حساب القطّاع الزراعي، إضافةً إلى ازدياد المخاوف الناتجة عن الضّرر البيئي والمخاطر الصّحية المرتبطة بالمُلوّثات الغذائية. كل ذلك أدّى إلى ظهور مفهوم الزّراعة الحديثة التي تعتمد في أساسها على التّكنولوجيا الموجّهة لزيادة خصوبة التربة، وتوفير العناصر الغذائية لها حال تمّ استنزافها، بحيث تُحفّز تلك العناصر من نمو النّباتات، وتُطبق عملية الوِراثة المُحسّنة مما يزيد من عاملي الإنتاجية، والكفاءة. سنذكر في هذا المقال لمحة عامة عن الزراعة الحديثة ومقوماتها.

ما هي طرق تحسين الزراعة؟

لكي يلعب القطّاع الزراعي دوره الكامل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية يجب تطبيق بعض الأساليب والطرق التي تساعد على زيادة وتحسين الإنتاج الزراعي، ومن تلك الطرق ما يلي:

  • التخطيط الجيّد لنمو المجال الزراعي واستثماره بشكل صحيح.
  • وضع سياسة زراعية واضحة ودقيقة.
  • اتّباع سياسة “الزراعة الموسمية” من خلال اختيار الوقت المناسب لزراعة كل محصول.
  • متابعة الإنتاج السنوي للحقول وتقييم أدائها.
  • زرع البذور الجيدة والمحسّنة.
  • اختيار التربة الزراعية المناسبة بعد اختبار إنتاجها.
  • استخدام الوسائل المناسبة لتصريف المياه.
  • التخلص من الحشائش الضّارّة في وقت مبكر.
  • ترشيد استخدام الأسمدة الزراعية، واختيار المناسب منها. 
  •  صيانة الموارد الطبيعية والحفاظ عليها.
  •  توفير الخبراء والأيدي العاملة المدربة لتطوير مشروعات التنمية الزراعية.
  • رفع مستوى الإنتاج الزراعي بما يتفق مع مصلحة الاقتصاد الوطني.
  •  تحقيق الانسجام والتكامل بين فروع النشاط الزراعي المختلفة.
  • دعم العملية التسويقية للمنتجات الزراعية داخلياً وخارجياً، باعتبار التسويق عملية مكملة للإنتاج.
  •  الاستفادة من نتائج البحوث العلمية الزراعية في المجال التطبيقيّ.

طرق الزراعة الحديثة؟

قبل التطرّق إلى أساليب الزراعة الحديثة وطرقها التكنولوجية المعاصرة، من الجيد أن نتحدّث عن مفهوم “الزراعة الحديثة” (Modern Agriculture) بشكل عام.
فمَع مطلع القرن الثامن عشر بدأ مفهوم “الزراعة الحديثة” بالظهور، وأدّى هذا المفهوم إلى نقلة واسعة في عالم الإنتاج الزراعي خلال مدّة قصيرة من الزمن، حيث تمّ اتباع أساليب زراعية جديدة ومبتكرة أدّت إلى زيادة الناتج الزراعي بشكل كبير، كما تمّ من خلال هذا المفهوم استغلال الموارد الزراعية المُتوفرة بشكل صحيح، ومن الأساليب الزراعية الحديثة التي ظهرت في تلك الفترة وما بعدها:

  • استبدال نظام دورة المحاصيل بأربعة محاصيل بدلاً من ثلاثة.
  • إنجاز عمليات تكاثر الزرع ذي النوعية المُمتازة (التهجين الانتقائي) بشكل صناعي. 
  • استبدال عملية حرث الأرض التي كانت تتمّ باستخدام الحيوانات بإدخال الجرّارات الآلية عوضاً عنها. 
  • استخدام عدد من الأمور التي تساعد على حماية المحصول من التلف؛ كزراعة أنواع من المحاصيل ذات القدرة العالية على مقاومة الأمراض، ووضع السموم للحشائش الضارة التي تنمو بين المحاصيل.
  • اعتماد العديد من المواد الطبيعية كسماد عضويّ طبيعي للتربة، مثل: رماد الخشب، وروث الحيوانات، والعظام المطحونة؛ وذلك لزيادة فعالية التربة وإمدادها بالعناصر المُغذية اللازمة.

أمّا عن أحدث أنواع التكنولوجيا المستخدمة حالياً في المجال الزراعي، فيمكن أن نذكر الطرق التالية:

  1. تكنولوجيا تربية الماشية
  2. الدفيئات الزراعية الحديثة
  3. الزراعة العمودية الداخلية
  4. الزراعة الدقيقة
  5. التشغيل الآلي للمزارع (أو ما يُعرَف بـ “المزارع الروبوتية”)
  6. الذكاء الاصطناعي
  7. Blockchain (سلاسل الكتل)

ما هي الزراعة الذكية؟

الزراعة الذكيّة: هي نهج يعتمد على التكنولوجيا المتقدمة، يساعد على توجيه الإجراءات اللازمة في زراعة الأغذية بطرق مستدامة ونظيفة، لإعادة توجيه النظم الزراعية في إطار ترشيد استخدام الموارد الطبيعية ولاسيما المياه، مما يساهم في دعم التنمية الزراعيّة بصورة فعالة ويضمن الوصول إلى حالة الأمن الغذائي في ظل وجود مناخ متغير.

وتتميز المزارع الذكيّة باعتمادها على نظم إدارة المعلومات وتحليلها، لتقديم إنتاج زراعي أكثر كفاءة واستدامة، من خلال اتخاذ أفضل قرارات الإنتاج الممكنة وبأقل التكاليف، بالإضافة إلى أتمتة العمليات الزراعيّة كمكافحة الآفات، ومراقبة التربة، والري، ومراقبة المحاصيل.

ما هي المشاكل التي تواجه الزراعة؟

أكثر المشاكل التي تعترض الزراعة في العالم تتمثل في النقاط الآتية:

  • الارتفاع الكبير في تكاليف البنية التحتية الضرورية للمزارع، مما يزيد الأعباء على کاهله ويسبب له الشعور باليأس.
  • عدم توافر الإمكانيات الجيدة التي تساعد المزارع في القدرة على العطاء.
  • عدم تعويض المزارعين عن أية خسائر خارجة عن الإرادة جرّاء المشكلات الزراعية في العالم.
  • المخاطر البيئية الصعبة التي يمكن أن يتعرض لها المزارع.
  • ندرة مصادر المياه والاعتماد على الأمطار غالباً في ريّ المحاصيل الزراعية، واستنزاف المياه الجوفية، مما تسبب في تقليص مساحات الأراضي الخضراء.
  • عدم وجود الخبرات المطلوبة لدى أكثر المزارعين.
  • عدم تطبيق التقنيات الحديثة في الزراعة في أغلب الدول النامية، مما ساهم في تخفيض الإنتاج الزراعي بشكل كبير.
  • ضعف التشريعات القانونية الناظمة للقطاع الزراعي.
  • ضعف التسويق الزراعي محلياً وعالمياً. 

كيف نحافظ على الأراضي الزراعية؟

برزت العديد من الطرق والأدوات للمحافظة على الأراضي الزراعية، مما ساعد في تعزيز قدرات المزارعين وزيادة الاهتمام بمهنة الزراعة، كما ظهرت الآلات الحديثة التي ساهمت في حماية الأراضي الزراعية من مخاطر انجراف التربة والتصحّر. 

ومن الوسائل الهامة التي ينبغي تبنّيها في سبيل الحفاظ على الأراضي الزراعية: 

صون التربة عن الملوثات البيئية الناتجة من مخلّفات البشر، وذلك من خلال إبعاد المنشآت الصناعية والقمامة والحفريات عن تلك الأراضي، كما يجب عدم إنهاك التربة بالمواد الكيميائية الصناعية التي يلجأ إليها المزارعون واستبدالها بالأساليب الطبيعية في تطهيرها. 

أما من جانب الدول والحكومات فيجب السعي إلى سن تشريعات وقوانين تحمي الأراضي الزراعية من الاعتداء عليها، وتخصيص مراكز أبحاث تقدّم التقارير الدوريّة عن أي تدهور متوقّع للتربة من أجل متابعة تلك الأراضي الخضراء لحمايتها.

ما النتيجة المترتبة على إهمال الزراعة؟

إنّ إهمال الأراضي الزراعية في بعض المناطق يتسبب في انتشار الآفات والفيروسات إذا لم تُعالج، فتنتقل إلى المزارع المجاورة وتضرّ بالمحاصيل، فينخفض الإنتاج الزراعي إلى مستويات ضئيلة لا تلبّي الحاجة المحليّة عدا عن الحاجة العالميّة.

ومن النتائج الخطيرة المترتبة على إهمال الزراعة في كثير من البلدان تدهور التربة واستنزافها وتعرضها للانجراف.

كما أن تجريف الكثير من الأراضي الزراعية وتحويلها إلى أراضٍ للبناء من أجل حل أزمة السكن جرّاء زيادة الكثافة السكانية في كثير من البلدان، يسبب أزمة ملحوظة في الزراعة وقلة المنتوجات الغذائية المعتمدة عليها، مما يسبب انخفاض أسعار غالبية المنتجات الزراعية المحلّية، وارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج.

عالم الزراعة الحديثة

يحدث التطور مع التقدم في الزمن , حيث أصبح لكافة المجالات الصناعية و التجارية وكل النشاطات عصر حديث تتطور فيه وسائله وتتعدد استخداماته, وقد تطور عالم الزراعة الحديثة بشكل ملحوظ في الأونة الأخيرة , أصبح من الممكن الأن بعد هذا التطور أن تقوم بالزراعة من غير تربة لكن كيف ذلك ؟!

أنا سأقول لك , عالم الزراعة الحديثة يقوم على الكثير من المقومات , فأصبحت وسائل الزراعة أكثر تطوراً و أسرع زمناً في الحصاد و الزراعة و أيضاً في جمع المحاصيل الزراعية , على عكس الزراعة القديمة أو التقليدية التي كانت تعتمد على البهائم أو الحيوانات و باستخدام معدات من حديد وخشب تحتاج الى الكثير من الزمن و الجهد لإتمام عمليات الزراعة و الحصاد .

ومن إيجابيات عالم الزراعة الحديثة بأنه يوفر الكثير من الوقت والجهد مقارنةً بالزراعة التقليدية , و من سلبياته بأنه غير صديق للبيئة نظراً لاستخدام آليات تعمل على مواد نفطية كالديزل على عكس الزراعة التقليدية التي تعتبر كافة معداتها صديقة للبيئة , لكن الزراعة الحديثة تفضلها دول العالم نظراً لأهميتها في زيادة الإنتاج المحلي و العوائد الاقتصادية التي تعود لها .

تقنيات الزراعة الحديثة

لضمان تطور الزراعة يجب أن يحصل تطور كبير في مجال تقنيات الزراعة الحديثة , حيث يجب العمل على تطوير الأدوات الخاصة بالعمليات الزراعية و البنية التحتية و الأدوات و الآليات الزراعية , بالتالي سيتوفر حلول كبيرة لإنتاج المحاصيل الزراعية بشكل كبير .

لقد تطور العلم الحديث في عالم الزراعة الحديثة بحيث يمكن أن تقوم بالزراعة من غير تربة أي عبر الزراعة المائية وهي من أهم تطورات تقنيات الزراعة الحديثة , حيث يقوم المزارعون بإدخال كميات من المواد و المحاليل الغذائية التي يتطلبها المحصول الى الماء و تعرضيها بشكل مباشر الى ضوء الشمس .

وهذه التقنية توفر و تساعد الكثير من المزارعين في الحصول على محاصيل زراعية في مكان أو بيئة لا تحتوي على تربة خصبة , وأيضاً تفيد تقنية الزراعة المائية بتوفير مساحات حيث تقوم هذه العملية في مساحات أقل من الزراعة عن طريق التربية الخصبة , وبالتالي ستوفر تكاليف الإنتاج ومنه سيتم خفض أسعار المحاصيل المزروعة .

أيضاً يوجد العديد من الوسائل التي تعتبر بدائل للزراعة في التربة منها الزراعة عبر الطحالب (بيتموس) وهي طريقة عضوية في الزراعة , و يوجد زراعة أخرى غير عضوية مثل الزجاج البركاني أو حبيبات الرمل وهي نوع من المعادن الطبيعية .

أما بالنسبة للأدوات المتخصصة في عمليات الزراعة الحديثة و التي تعتبر من العوامل الرئيسية في تطور عملية الإنتاج و مراقبته بشكل الكتروني , حيث تقوم مثلاً أدوات كالدرون للمراقبة و تسجيل المعطيات في قاعد بيانات كبيرة و ومعالجاتها .

و بالتأكيد الإنترنت يستخدم بشكل كبير من أجل معالجة البيانات التي تظهر للمهندسين الزراعين من خلال ربط أدوات تحسس للتعرف على درجات الحرارة و مراقبة الرياح و غيرها من الأمور التي ترتبط بوجود أي عوامل قد تؤثر على المحاصيل الزراعية, إذا من المهم استخدام تقنيات الزراعة الحديث من أجل أن يكون الإنتاج بمواصفات عالية وبجهد أقل .

مقومات الزراعة

ترتبط الزراعة الحديثة و التقليدية بعدد من المقومات , فماهي مقومات الزراعة و الإنتاج الزراعي ؟

مقومات الزراعة تتلخص على حسب المكون المشغل لعملية الإنتاج الزراعي وهما الإنساني و الطبيعية , الإنسان هو المقوم الأهم في الزراعة أو العمالة بحسب مفهوم الإنتاج , وهو الذي يقوم بالتفكير و العمل و إدارة العمليات الزراعية فمنهم المهندسين و الإداريين و الفلاحين و المستثمرين .

و لمساعدة العنصر البشري لابد أن يتوفر لديهم العناصر الطبيعية لبدء العملية الزراعية وهي المناخ المناسب و التربة الخصبة التي تحتوي على كافة المواد العضوية و العناصر الغذائية الملائمة لزراعة المحاصيل , و أيضاً تعتبر الأدوات الزراعية من مقومات الزراعة الهامة لمساعدة العمالة و العناصر البشرية في أداء جميع مهامهم . و هذه الأدوات تساعد بشكل كبير في توفير الوقت و الجهد , بحيث كلما تتطور الأدوات الزراعية كل ما كانت الإنتاجية أفضل من حيث المواصفات و الكميات , و بالعكس كلما كانت الأدوات قديمة كل ما زاد الوقت و الجهد و قل الإنتاج فاستخدام أدوات الخشب و الحديد في عملية الزراعة أو آليات قديمة ستكون أقل إنتاجية من الأدوات التكنولوجية الحديثة .

اقرا ايضا:

تعلّم أساسيات الزراعة المستدامة

الأسئلة الشائعة

ما هي المشاكل التي تواجه الزراعة؟

عدم وجود الخبرات المطلوبة لدى أكثر المزارعين.
عدم توافر الإمكانيات الجيدة التي تساعد المزارع في القدرة على العطاء.
ضعف التشريعات القانونية الناظمة للقطاع الزراعي.

ما هي الزراعة الذكية؟

الزراعة الذكيّة: هي نهج يعتمد على التكنولوجيا المتقدمة، يساعد على توجيه الإجراءات اللازمة في زراعة الأغذية بطرق مستدامة ونظيفة، لإعادة توجيه النظم الزراعية في إطار ترشيد استخدام الموارد الطبيعية ولاسيما المياه، مما يساهم في دعم التنمية الزراعيّة بصورة فعالة ويضمن الوصول إلى حالة الأمن الغذائي في ظل وجود مناخ متغير.

كيف نحافظ على الأراضي الزراعية؟

يمكن الحفاظ على الأراضي الزراعية من خلال صون التربة عن الملوثات البيئية الناتجة من مخلّفات البشر، وذلك من خلال إبعاد المنشآت الصناعية والقمامة والحفريات عن تلك الأراضي، كما يجب عدم إنهاك التربة بالمواد الكيميائية الصناعية التي يلجأ إليها المزارعون واستبدالها بالأساليب الطبيعية في تطهيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Awesome Work

You May Also Like