ماذا تعرف عن الزراعة واهميتها..؟

ماذا تعرف عن الزراعة واهميتها؟

خاص-الماردية

ان الزّراعة من العلوم المهمة التي لها تأثير في تنمية اقتصاد البلدان وازدهارها من خلال ما توفّره من فائض الإنتاج الزراعي، الذي يمكن تحويله إلى أموال يمكن بها شراء معدات صناعية أو توفير خدمات عامة للدولة، مما يساهم في النمو الاقتصادي والازدهار الحيوي، ولذلك فإن البلدان المتقدمة التي تسعى إلى تنمية اقتصادها تولي أهمية كبرى لقطاع الزراعة، وتسلك الطرق الحديثة فيها غير مقتصرة على الطرق التقليدية المعروفة. تعطي هذه المقالة لمحة عامة عن الزراعة واهميتها.

فما هي الزراعة؟ وما مفهومها؟

الزراعة هي مجموعة الأنشطة الاقتصادية والتقنية المتعلقة بمعالجة التربة واستثمار الأراضي من خلال استخدام الموارد الطبيعية من نباتات وأشجار مثمرة لإنتاج قدر وافر من المحاصيل النباتية والثروة الحيوانية والمواد الخام الصناعية ومصادر الطاقة، وكل ما يتعلق بالمزارع من الناحية البيئية، وتربية الماشية والدواجن، وتجهيز المنتجات الزراعية من تعبئة وتخزين وبيع، بالإضافة إلى الأسمدة ومبيدات الآفات الزراعية، وغير ذلك.

كيف بدأت الزراعة؟

كان اصطياد الحيوانات البريّة الغذاء الرئيسي للناس قديماً حيث لم تَكُن الزّراعة مُنتشرة آنذاك، واقتصر مفهوم الزراعة حينها على إلقاء البذور في التربة فقط، فقد كان المتجوّلون يبحثون عن الطعام بأنفسهم، ثم يتخلّصون من بقاياه برميها في أكوام، فوجدوا بعد مدّة أن تلك البقايا قد نمت مرة أخرى وأنتجت نباتات من نفس نوعها، وهكذا استطاع النّاس تدريجياً تَعلُّم كيفيّة الزّراعة.

تشير الأبحاث إلى أن الزراعة ظهرت لأول مرة منذ نحو 9000 – 10,000 عامًا، وذلك في جنوب غرب آسيا.

ويُعتَبر التغير الحاصل في المناخ هو التفسير الأكثر رواجًا لبداية الزراعة؛ فبعد العصر الجليدي الأخير (حوالي 11000 قبل الميلاد) وعندما حدث تغير مناخي كبير أصبح جزء واسع من الأرض عرضة لمواسم جفاف طويلة، فكانت تلك الظروف مواتية للنباتات الحولية التي تموت عادةً في موسم الجفاف الطويل، تاركة بذرة أو درنة خامدة.

من أول من اكتشف الزراعة؟

لا يمكن أن تحديد نقطة بدء لنشوء الزراعة او ردها إلى أصل أو مرجع واحد فقط؛ لأنّها انتشرت منذ قديم الزمان في أماكن مختلفة، إلا أنّ ما يمكن التوصّل إليه هو أن نشوء الزراعة برز في أواخر العصر الجليدي؛ أيّ منذ حوالي 11,000 عام، وذلك عندما حدثت تغيّرات عديدة في النظم البيئية على سطح الأرض، وخاصةً تلك التي حدثت في المناطق المعتدلة أكثر منها في المناطق الاستوائية، ومن تلك التغيرات ارتفاع مستويات سطح البحر بسبب ذوبان الأنهار الجليدية، بالإضافة إلى التغيّرات المناخية المتمثّلة بارتفاع درجات الحرارة وتأثيرها على البيئة. 

وقد افترض العلماء أن المزارعين في منطقة الهلال الخصيب -والتي تقع غرب قارة آسيا وتشمل تحديدًا كلاً من تركيا وإيران والعراق ولبنان وسوريا والأردن وفلسطين- هم أول من قاموا بالزراعة، كما تُعَدّ مصر والهند من أولى المواقع التي كانت تُبذَر فيها الحبوب وتُحصَد فيها المحاصيل، حيث كانت النباتات والجذور تجمع من البرية. 

وشهد شمال وجنوب الصين وساحل غينيا الجديدة وعدد من مناطق الأمريكتين تطويرًا مستقلاً لعملية الزراعة في تلك العصور، وتشير الدراسات -حسب الدلائل التي وجدت- إلى أن الري ظهر أول ما ظهر في مصر وبلاد ما بين النهرين في الألفية الرابعة قبل الميلاد.

أما إذا أردنا التحدّث عن نشوء أنواع من الزراعات بشكل خاص فيمكننا القول بأن زراعة الأرز بدأت قبل خمسة عشر ألف سنة تقريباً في منطقة النهر الأصفر في الصين، وعندما أصبح الجو حاراً بعد نهاية العصر الجليدي بدأت زراعة الشعير والعدس والحمص والقمح وغيرها، وذلك في منطقة الهلال الخصيب.

وبالنسبة لتربية الماشية كالأبقار والماعز والأغنام وغيرها، وكذلك زراعة البقوليات فقد بدأت في أوروبا والشرق الأوسط قبل ثمانية آلاف عام، ثم انتشرت الزراعة في مُعظم القارات قبل أربعة آلاف عام.

كيف تم اختراع الزراعة؟

بعد أن كان البشر في العصور القديمة يعتمدون في قوتهم على الصيد وجمع الثمار، تحولوا بعدها ليعتمدوا على الزراعة وتربية الحيونات، فهاجروا إلى بلدانٍ كثيرة، ونشروا الزراعة في أجزاء من آسيا وأوروبا، وهناك الكثير من الدراسات المختلفة التي تُظهر كيف نشأت الزراعة وكيف تطوّرت عبر العصور، فمثلاً:

  • أظهرت إحدى الدراسات أن الزراعة بدأت أولًا على يد مجموعات مختلفة من الناس في منطقة الهلال الخصيب.
  • ووجدت دراسة ثانية حديثة أن مزارعي تركيا المتأخرين في العصر الحجري قد هاجروا شمالًا إلى أوروبا، ونقلوا الزراعة إلى هناك.
  • وتصف دراسات أخرى كيف طوّرت الشعوب الأمريكية في غرب أمريكا الشمالية، والسكان الأصليين في أستراليا طرقاً جديدة لإدارة المجموعات المتنوعة من الحيوانات والنباتات المختلفة.

وتجدر الإشارة إلى أن ظهور الزراعة لم يرتبط بالمجتمعات الفقيرة وحدها، بل إن الكثير من النباتات الجديدة والحيوانات طُوّرت عن طريق عملية التدجين، مما ساعد كثيرًا في الحفاظ على الصيد، وتوفير الغذاء وتخزينه؛ للاستفادة منه في المواسم الجافة.

ما هي أنواع الزراعة؟

تُقسَم الزراعة عادةً إلى ثلاثة أنواع رئيسة، هي كالتالي: 

  1. الزراعة الحقليّة:

    وهي زراعة المحاصيل الرئيسية، مثل: القمح والأرز والشعير. 

  2. الزراعة الرعويّة:

    وهي زراعة تهدف إلى تربية الماشية للاستفادة منها ومن لحومها، كالأغنام والأبقار والدجاج. 

  3. الزراعة المختلطة:

    وهي زراعة تشمل الزراعة الحقليّة والرعويّة معاً، حيث تضم زراعة المحاصيل بالإضافة إلى تربية المواشي.

ما أهمية الزراعة في حياتنا؟

تعتبر الزراعة من أهمِّ مقومات الحياة؛ حيث تشكّل المصدر الأساسيّ الذي يحصل الإنسان من خلاله على المواد الغذائية التي يحتاجها، ويمكن أن تتمثّل أهمية الزراعة في الأمور التالية:

  1. تحسين إنتاجية التربة من حيث زيادة المواد العضوية، والحفاظ على المياه داخل التربة، وتحسين بنية التربة.
  2. مصدر أساسي للمواد الغذائية المتنوّعة والمواد الخام.
  3. تغطية احتياجات الإنسان المختلفة؛ من المطاط الطبيعيّ، والقطن، والوقود الحيويّ، وغيرها..
  4. مصدر هام للمنتجات الصناعية والدوائية.
  5. مصدر رزق جيد للعاملين في هذا المجال.
  6. توفير فرص عمل مناسبة.
  7. المساهمة في تنمية الاقتصاد والدخل القومي وزيادة رأس المال.
  8. مصدر هام للتبادل الدولي والتجارة الدولية.
  9. توفير الأمن الغذائي.
  10. توفير الأعلاف الحيوانية.

ما النتيجة المترتبة على إهمال الزراعة؟

لقد بدا واضحاً يوماً بعد يوم بأن الأيدي العاملة باتت تهجر الزراعة بوتيرة متزايدة، في وقت أصبحت فيه هجرة الأرض وإهمالها وعدم رعايتها ظاهرة واضحة للعيان. ويؤكد خبراء وباحثون أن أسباب هجرة الأرض تعود بشكل رئيس إلى الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الصعبة.

قد يكون لنقص المنتجات الزراعية تأثيرا على الصناعات المعتمدة بشكل كبير على الزراعة، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات لاحقاً، و يؤثر ذلك سلباً على النمو الاقتصادي للدولة، فالقطاع الزراعي المُستقِّر للدول يضمن لها الأمن الغذائي الذي تسعى إليه دائماً، حيث يساهم في منع الإصابة بسوء التغذية، ويحد من المجاعات الحاصلة في الدول النامية.

وبالرغم من أهمّية الأمن الغذائي لدى الدول عموماً إلّا أنّ الدافع لتحقيقه قد انخفض في الواقع، حيث يظهر ذلك جليّاً من انخفاض معدّلات النمو في الإنتاج الزراعي، بالإضافة إلى انخفاض الالتزامات الجادّة بتقديم المساعدات للتنمية الزراعية ما أدّى بضرورة الحال إلى زيادة الطلب على الحبوب المستوردة.

يمكنكم الاطلاع على المجموعة الكاملة لمنتجات شركة الماردية للزراعة والتجارة
والمتخصصة بالعناية بالثروة الزراعية

اقرأ أيضاً:

الزراعة الحديثة ومقوماتها

الأسئلة الشائعة:

ما هو مفهوم الزراعة؟

لايقتصر مفهوم الزراعة على زراعة المحاصيل النباتية وأعمال البستنة، بل يمتد ليشمل تربية المواشي، والأسماك والأحياء المائية وكذلك الدواجن. كما يدخل فيه تربية النباتات وأمراضها وعلم الوراثة، لذا فالزراعة علمٌ وفن إلى جانب أنها مهنة.

ما هي أنواع الزراعة؟

تشمل الزراعة الأنواع الآتية: 

  • الزراعة العضويّة (Organic Farming)
  • زراعة الكفاف (Subsistence Agriculture)
  • الزراعة المكثّفة (Intensive Agriculture)
  • زراعة القطع والحرق (Slash-And-Burn Agriculture)
  • الزراعة الموسّعة (Extensive Agriculture)

ما هي أهمية الزراعة؟

للزراعة أهمية كبيرة في حياة الإنسان، حيث تمثّل الزراعة: مصدراً للرزق، وتساعد في توريد المواد الغذائيّة والأعلاف. وتشكل العناصر الرئيسية لصادرات البلاد التي تعتمد على الزراعة، وتوفّر فرص عمل كثيرة للقوى العاملة، كما توفّر الأمن الغذائي للأمم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Awesome Work

You May Also Like