الاحتباس الحراري وأثره على القطاع الزراعي
خاص- الماردية
يعتبر الاحتباس الحراري عملية طبيعية تساعد في الحفاظ على درجة حرارة الأرض بشكل مناسب لحماية الحياة على سطحها والتي لولاها كانت الأرض ستتحول إلى كوكب بارد غير مؤهل للحياة.
منذ بداية القرن العشرين لاحظ العلماء أن درجة حرارة الكوكب قد زادت عن معدلها بمقدار 1.1°. وقد اقرت اللجنة الدولية المعنية أن الممارسات البشرية هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن الارتفاع المتزايد في درجة الحرارة والتي نتجت بشكل مباشر عن زيادة غاز ثاني أوكسيد الكربون وغاز الميثان وغازات أخرى التي أصبحنا ندعوها بالغازات الدفيئة.
ينتج غاز ثاني أوكسيد الكربون بشكل طبيعي عن تنفس كل الكائنات الحية، ولكن المشكلة بدأت بشكل رئيسي نتيجة الارتفاع الكبير بحجم الغازات الدفيئة التي يتم إطلاقها يوميا نتيجة حرق الوقود الأحفوري كالغاز والنفط والفحم، والتي تعتبر مصدر الطاقة الأهم الذي ساهم بشكل رئيسي في الثورة الصناعية التي نعرفها.
يوجد غاز الميثان بشكل طبيعي في الغلاف الجوي ولكن بنسبة منخفضة وتكون أقل بكثير من نسبة ثاني أوكسيد الكربون، إلا أنه قادر على حبس الحرارة أكثر منه بـ 25مرة، ينتج بشكل أساسي من الأنشطة البشرية كزراعة الأرز وتربية المواشي وحرق الوقود العضوي وتحلل المواد العضوية في البيئات قليلة الاوكسجين.
ينتج غاز أوكسيد النتروجين عن العديد من التفاعلات البيولوجية التي تحدث في التربة والمياه. وقد زادت نشاطات الانسان من تركيزه بشكل رئيسي نتيجة صناعة الأسمدة وبعض المنتجات الكيميائية وحرق الوقود الاحفوري، ولدى غاز اوكسيد النتروجين القدرة على الاحتفاظ بالحرارة أكثر بـ 300 مرة من غاز ثاني أوكسيد الكربون.
آثار الاحتباس الحراري
تخلف ظاهرة الاحتباس الحرارية العديد من النتائج الكارثية التي تضر الإنسان والبيئة والمناخ وتهدد كل الكائنات الحيوي والتنوع البيولوجي، ومنها:
-
تغير درجة الحرارة
تقوم هذه الغازات الدفيئة بحبس حرارة الشمس ضمن غلافنا الجوي مما يؤدي الى ارتفاع الحرارة، ويبلغ هذا الارتفاع أشده في القطب الشمالي مما يؤدي إلى ذوبان الثلوج وارتفاع منسوب المسطحات المائية.
-
تقلبات مناخية كبيرة
يؤثر الاحتباس الحراري على أنماط هطول الأمطار في جميع انحاء العالم، فقد شهدت بعض المناطق حدوث أمطار غزيرة غير اعتيادية كالمناطق القطبية وشبه القطبية، وانخفضت في مناطق أخرى بشكل كبير. فعلى سبيل المثال ازدادت الهطولات المطرية في المناطق الاستوائية وانخفضت في المناطق شبه الاستوائية. هذا سوف سبب على المدى المنظور تصحر مساحات كبيرة نتيجة للجفاف وحصول فيضانات نتيجة الامطار الغزيرة في مناطق أخرى.
-
الآثار البيئية
يؤثر الاحتباس الحراري على النظام البيئي مهددا الكثير من النباتات والحيوانات. فالكائنات الحية تحدد مناطق حياتها بما بتناسب مع قدرتها على التكيف مع درجة الحرارة والظروف المناخية طويلة الأجل. فقد وجد العلماء على سبيل المثال أن بعض الطيور والفراشات قد هاجرت من مناطق تواجدها في نصف الكرة الشمالي نحو الشمال لتستقر في مناطق أبرد. بالإضافة إلى أن ارتفاع الحرارة أسهم بالتأثير على فترات سبات بعض الحيوانات وموعد تكاثرها وغير مواعيد الهجرة الموسمية للكثير من الطيور والاسماك.
الكثير من التغيرات البيولوجية التي تحدث الان وستحدث مستقبلا جاءت نتيجة ارتفاع الحرارة. و هناك تهديد حقيقي بانقراض مجموعات من الأصناف الحيوانية والنباتية، والقطاع الزراعي لم يسلم أيضاً من اثار الاحتباس الحراري. هذا بدوره أثر على المياه الجوفية وصحة الانسان والبنية التحتية التي تدعم القطاع الزراعي.
الاحتباس الحراري والزراعة
من المهم أن نذكر أثر الاحتباس الحراري على القطاع الزراعي بشكل خاص لما لها من أثر على حياة الإنسان ومنها:
- أثر الاحتباس الحراري على تقليص مساحة المناطق الحراجية وذلك لأن ارتفاع الحرارة ساهم في زيادة الاضطرابات التي تسببت بحدوث حرائق الغابات.
- ساهم في جفاف بعض المناطق بسبب اضطرابات الهطولات المطرية مما أدى استنزاف المياه الجوفية.
- الجفاف الذي أصاب المناطق الزراعية وقلة المياه أدى إلى تقليل إنتاجية المحاصيل الزراعية والحد من نمو الغطاء النباتي.
- الكثير من الأشجار لم تستطع من الصمود أمام الآفات والحشرات التي انتشرت بشكل كبير نتيجة الجفاف والتغيرات الحرارية. والتي أدت الى إضعاف مقاومة النباتات وموتها.
- حدوث الأعاصير والفيضانات ساهم في الفضاء على الكثير من الغطاء النباتي وأدى انجراف تربة الى تقليص المساحات الصالحة للزراعة.
كيف استفاد الإنسان من ظاهرة الاحتباس الحراري في الزراعة؟
لا يخلو الأمر من بعض السياسات التي تستفيد من ارتفاع درجة حرارة الأرض والتي لا ترى الاحتباس الحراري بهذه السلبية. فمثلاً قليل من الدراسات تتحدث عن إمكانية زراعة بعض المحاصيل والأشجار التي تحتاج لتدفئة في المناطق الباردة التي لم تكن صالحة لها منذ اقل من خمسين عاماً. فعلى سبيل المثال نشر الباحثون زيادة المناطق الخضراء في جبال الالب ونمو نباتات جديدة مثل هندباء جبال الألب و شجيرات التوت البري. بالاضافة الى اعشاب الارنيكا ومرج الالب والتي عادة ما تحتاج لدرجات حرارة أعلى. يمكننا ايضا ملاحظة القدرة المحدودة على الزراعة في مناطق تعاني من الجفاف لفترات طويلة نتيجة هطول الامطار في المناطق المجاورة لها والذي ساهم في تغذية مياهها الجوفية. هذه الحقائق ورغم صحتها إلا ان الاضرار التي تحدث في المقابل أكبر منها وأشد خطورة وتهديدا للكائنات الحية على المدى القريب والمتوسط.
الحد من آثار الاحتباس الحراري
تزداد الجهود المبذولة لتقليل أثر الاحتباس الحراري من خلال تشجيع المبادرات الزراعية، وحماية الغابات والحد من ازالتها. يتم ايضا زيادة نشر الوعي بأهمية تطبيق الزراعة المستدامة بدلا من الزراعة الصناعية التي تستخدم الكثير من المنتجات الكيميائية بهدف زيارة سريعة في المحاصيل.
يتم التركيز في المؤتمرات والاجتماعات الدولية والعالمية بشكل كبير على أهمية دور الزراعة. هذا يساهم في التقليل من الاحتباس الحراري لدورها الرئيسي في التخلص من كميات كبيرة من غاز ثاني أوكسيد الكربون. مما يجعل الزراعة الضامن الرئيسي لحماية التنوع البيئي والحيوي.
يمكنكم الاطلاع على المجموعة الكاملة لمنتجات شركة الماردية للزراعة والتجارة
والمتخصصة بالمعالجات البيئية
أسئلة شائعة
-
كيف يؤثر الاحتباس الحراري على الزراعة؟
يؤدي الاحتباس الحراري إلى زيادة جفاف بعض المناطق وزيادة الآفات والحشرات الضارة وزيادة انجراف التربة نتيجة الفيضانات في مناطق أخرى. هذا يضر بإنتاجية الكثير من المحاصيل الأساسية كالقمح والذرة وغيرها.
-
ما هو تأثير تغير المناخ على النباتات؟
سبق أن ساهمت التغيرات المناخية بانتشار العديد من الآفات التي سببت الكثير من الامراض النباتية وأضرت بجودة المحاصيل. ونذكر منها سوسة النخيل الحمراء وذبابة الفاكهة، والذباب الصحراوي، ودودة الحشد الخريفية.
-
.ما هي الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري؟
- ثاني أكسيد الكربون CO2
- الميثان CH4
- أكسيد النيتروزN2O
- الهيدروكلوروفلوروكربونات (HCFCs)،
- الهيدروفلوروكربونات (HFCs)
- الأوزون في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي.