الانتقال العادل للزراعة المستدامة

الانتقال العادل للزراعة المستدامة

خاص-الماردية

هل يمكننا وقف تغير المناخ دون إهمال الأشخاص الذين تشمل وظائفهم هذه الصناعات الملوثة؟
هل هناك طريقة فعالة للسيطرة على تغير المناخ والحد من عواقبه؟ متى نبدأ؟ هل لدينا وقت؟

تتم معالجة كل هذه الأسئلة والعديد من الأسئلة الأخرى ضمن حركة تدعو نفسها بالانتقال العادل (Just Transition)، وهي تتعلق بإجراء تغييرات أساسية لمعالجة المشكلات البيئية الملحة مثل تغير المناخ والتلوث وانهيار التنوع البيولوجي. “يجب أن تطبيق الدول والمجتمعات والشركات تحولات فورية عاجلة نحو مجتمعات واقتصادات أكثر خضرة واستدامة وصديقة للبيئة”. في هذا المقال سنتحدث عن منهج الانتقال العادل للزراعة المستدامة ودوره في مواجهة هذه التحديات.

الانتقال العادل يعني زيادة الفرص الاجتماعية والاقتصادية للإجراءات المناخية الفعالة. وذلك من خلال التقليل من المخاطر والتحديات التي تواجه التنوع البيئي من خلال الإدارة الحكيمة لعمليات التفاوض أو التشاور أو التبادل الشفاف للمعلومات بين العمال وممثلي الحكومات حول قضايا المصلحة المشتركة المتعلقة بالسياسة الاجتماعية والاقتصادية.

الانتقال العادل والزراعة

قد يتضمن الانتقال العادل بشكل فعال مجموعة واسعة من الأهداف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية لدعم قطاع الزراعة، مثل:

  • تصميم نظام غذائي جديد يقوم على الاستدامة بدلاً من الزراعة الصناعية

ترتبط جميع النظم الغذائية ارتباطًا وثيقًا بالنظم البيئية. عندما يتم استخدام الزراعة الصناعية لإنتاج الأغذية ومعالجتها، تتأثر مجموعة واسعة من الكائنات الحية، البشر والحيوانات والنباتات على حد سواء. لدى الانتقال العادل القدرة والمسؤولية لحماية النباتات والحيوانات وحماية التنوع البيولوجي وجعل الحياة على هذا الكوكب ممكنة من خلال تطبيق اساليبها الزراعية البيئية والمستدامة.

في الزراعة الصناعية وتربية الحيوانات بالطريقة التقليدية، تعامل الحيوانات كمنتجات خام، وتفضل الأرباح على رفاهيتها. بينما يهدف الانتقال العادل إلى تقليل الصناعة الحيوانية المكثفة والحد من أعداد الحيوانات التي يتم تربيتها فقط من أجل اللحوم والألبان والمنتجات الغذائية الأخرى. بالاضاغة الى تطبيق مبادئ وأفكار التنمية المستدامة القائمة على انشاء مزارع متنوعة تحوي محاصيل ومواشي ودواجن. حيث يتم الاهتمام بها وفق الطرق الحديثة المستدامة كاستخدام المبيدات العضوية والاسمدة العضوية وغيرها.

إقامة المشاريع المتكاملة هي الخيار الأكثر تفضيلا في الزراعة المستدامة بحيث يتم زراعة المحاصيل وتربية الدواجن والمواشي وربما السماك في نفس المزرعة، وبذلك تكون الحيوانات أقرب الى أماكن اطعامها والمحاصيل تحصل على ما تحتاجه من اسمدة عضوية من روث وبقايا الحيوانات.

تهدف المزارع المستدامة الى جعل الادوية التي يتم تقديمها للحيوانات قائمة بشكل أساسي على المكملات الغذائية ومعوضات المعادن والفيتامينات فقط. اي اغلب الادوية المضافة تكون منتجات طبيعية و مستحضرات نباتية.

  • إبعاد المزارعين عن الزراعة الحيوانية

على الصعيد العالمي، تعتبر مزارع الحيوانات مسؤولة عن أكثر من 14% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وبالتالي، أصبح من الضروري الابتعاد عن مزارع الإنتاج الحيواني الصناعية سعياً إلى تقليل تفاقم أزمة المناخ.

هذا لا يعني تجنب إنشاء مزارع حيوانية على الإطلاق، حيث يميل الانتقال العادل إلى تحقيق مزارع تركز على الاستدامة والإنتاجية وليس على الإنتاج سريع الربح الذي يعتمد على استخدام الادوية والمضادات الحيوية بكثافة.

تستهلك البلدان المتقدمة مثل الولايات المتحدة كميات كبيرة من اللحوم والمنتجات الحيوانية الأخرى كل عام. مما يؤدي إلى المزيد من إزالة الغابات والمزيد من انبعاثات الغازات الدفيئة بالإضافة الى العديد من التهديدات البيئية. يهدف الانتقال العادل إلى إجراء مشاريع زراعة حيوية جديدة توفر المزيد من الفرص للمزارعين. وبالتالي يقل اعتمادهم على المنتجات الحيوانية الصناعية ويتم استبدالها بنهج أكثر ربحية واستدامة وصديقة للبيئة.

  • إعادة هيكلة النظام المالي للزراعة

تزود الحكومات في جميع أنحاء العالم القطاع الزراعي بما يقرب من 600 مليار دولار كل عام. وقد أظهر تقرير دولي أن 1% فقط من إجمالي الدعم المقدم للزراعة العالمية يتم تسخيره للحفاظ على استدامة البيئة وسلامتها. بينما تساهم بقية المخصصات في أنشطة إزالة الغابات، والإفراط في استخدام الأسمدة والمبيدات الكيميائية، ومزارع انتاج حيوانية تقليدية غير صديقة للبيئة. بالإضافة إلى ذلك، فإن معظم هذه الإعانات للأسف لا تستخدم بما يسهم في الحفاظ على الأمن الغذائي العالمي. لذلك من الأفضل لنا خلال السنوات القادمة تطبيق سياسات فعالة من حيث التكلفة وتطبيق أسس الإنتاج الغذائي المستدام في مشاريع ذات نطاق أصغر مما يقلل من تكلفة الغذاء بشكل عام.

اقرا ايضا: الاحتباس الحراري وأثره على القطاع الزراعي

هل الانتقال العادل يعتبر ممكنا؟

الانتقال العادل ليس ممكنا فحسب، بل هو ضرورة حتمية لضمان الازدهار والحياة المتوازنة لاجيال المستقبل.

 في الواقع، التحكم في مدى السلوكيات البشرية لا زال ممكنا الان ولكنه لن يغدو كذلك في المستقبل القريب، وما علينا الا الانتباه أكثر الى نشاطاتنا التي تلحق الضرر بالنظم الغذائية والتنوع البيولوجي في جميع أنحاء العالم.

قدرت منظمة العمل الدولية (ILO) أنه بحلول عام 2030، ستضيع أكثر من 2% من إجمالي ساعات العمل كل عام بسبب التغيرات المناخية. لأن العمال لن يكونوا قادرين على العمل في ظل درجات الحرارة شديدة الحرارة وحتى لو كانوا كذلك. يمكن أن يكون أداؤهم أبطأ. من الجيد أيضا معرفة أن 40% من العمالة العالمية تعتمد بشكل مباشر على بيئة صحية مستقرة و تتأثر فورا بتغير المناخ.

الانتقال العادل وتغير المناخ

هناك العديد من الأساليب التي يقدمها الانتقال العادل للتغلب على تغير المناخ ومساعدتنا لاقتصاد اكثر خضرة:

  • يدعم الانتقال العادل الوظائف الخضراء التي تخلق فرص عمل بديلة توفر أجورا جيدة وشروط صحية جيدة. ستعمل هذه الوظائف الجيدة على تطوير حياة الناس ومجتمعاتهم، وزيادة وعيهم بأهمية التحول لاقتصاد أكثر خضرة. فهو لا يزيد نسبة البطالة على الاطلاق بل يحول المزارع الصناعية ذات الانتاج المكثف الى مزارع مستدامة صديقة للبيئة.
  • يساعد الانتقال العادل في توضيح أهمية الزراعة المستدامة ودورها في الحد من مشاكل المناخ، من حيث توعية المجتمعات الزراعية الفقيرة بأهمية استخدام المنتجات العضوية في مزارع الإنتاج الحيواني. والابتعاد عن المستحضرات الكيميائية قدر الإمكان ايمانا أن الوعي المجتمعي حول قضية مشكلة المناخ هي حجر الأساس نحو أي انتقال هادف وبناء .
  • يمكن دمج استراتيجيات الانتقال العادل مع الخطط المستدامة قصيرة الأجل وطويلة الأجل. اذ يسهم ذلك في مساعدة القادة واصحاب القرار على تركيز جهودهم على الأولى إزالة الكربون والغازات الدفيئة الأخرى أو الحد من اطلاقه قدر الامكان، دون اضعاف الإنتاج الزراعي أو الحيواني.

يمكنكم الاطلاع على المجموعة الكاملة لمنتجات شركة الماردية للزراعة والتجارة
والمتخصصة بالعناية بالثروة الزراعية

اسئلة شائعة

  • ما هو شعار الانتقال العادل؟

لا أحد عاطل عن العمل.

  • ما المقصود بحركة الانتقال العادل؟

حركة نقابية تسعى لادخال تعديلات اقتصادية واجتماعية، و تهدف لزراعة واقتصاد منخفض الانبعاثات.ومن شأنها أن تنقلنا من أزمة المناخ الى بداية التغيير مع تقليل الضغوط التي يتعرض لها العمال. وذلك دون أي زيادة في مستوى البطالة في المجتمع.

  • ما اهمية الانتقال العادل؟

تساعد المجتمعات التي تستخدم الوقود الاحفوري في الانتقال الى اقتصادات اكثر اخضرارا واستدامة بتحسين القطاع الزراعي وزيادة الوعي باهمية الاتصال بالطبيعة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Awesome Work

You May Also Like