تعلّم أساسيات الزراعة المستدامة
خاص-الماردية
يعتبر القطاع الزراعي والغذائي من أكثر القطاعات التي تتأثر بتغيرات المناخ حيث أن أغلب المنتجات الزراعية هي عبارة عن زراعات موسمية تزرع في أوقات محددة من العام. وأي تغير مفاجئ في العوامل الجوية والمناخية كدرجة الحرارة والرطوبة يؤدي إلى إتلافها. ناهيك عن حدوث السيول والفيضانات شتاءً وحرائق الغابات والمحاصيل صيفاً. بحسب لجنة الزراعة في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) فإن التفاوت في الإنتاج الموسمي يتعلق بنسبة تصل إلى 100% بتقلبات الطقس. سنتحدث في مقالنا هذا عن أساسيات الزراعة المستدامة والتي تعتبر جزءا اساسيا في مواجهة هذه التحديات.
التنمية الزراعية هي أداة استراتيجية للحد من الفقر وانعدام الأمن الغذائي، وزيادة فرص العمل في المناطق النائية، وتحسين كفاءة وإنتاجية الموارد الطبيعية. إذ تعتبر أداة فعالة للحد من البطالة والفقر وانعدام الأمن الغذائي وتحسين استثمار الموارد الطبيعية بإنتاجية وكفاءة عاليتين.
في أيامنا الحالية تحاول الحكومات والمنظمات المعنية دعم أصحاب الأراضي الصغيرة ومساعدتهم في تحسين مهاراتهم وتدريبهم وزيادة إنتاجيتهم وتسهيل وصولهم إلى الأسواق. وكل ذلك بما يساهم في حماية التربة والهواء والمياه من التلوث وتعزيز التنوع البيولوجي.
وبالنسبة للدول العربية، يتطلب تحقيق التنمية المستدامة في القطاع الزراعي وضع منهجيات عمل وأطر مؤسسية تحث صناع القرار على تعديل نظم الإنتاج الزراعي بما يتناسب مع قلة الموارد الطبيعية والتضخم السكاني الذي يفرض زيادة مستمرة على الاحتياجات الاستهلاكية اليومية.
مبادئ الزراعة المستدامة:
من المهم أن نعلم أن التربة هي العنصر الأساسي الذي يجب مراعاته لتحقيق استدامة فعلية في النشاط الزراعي، وهنالك العديد من التحديات التي تتعرض لها التربة وتهدد الأمن الغذائي العالمي كالتصحر والجفاف وتوسع المدن على حساب الأراضي الزراعية، فالاستدامة في الزراعة تعني الحصول على تنمية في المستقبل وهذه الفكرة لها جوانب متعددة:
الاستدامة الاجتماعية:
يجب أن تكون المزرعة المستدامة تحقق معيشة كريمة لعمالها وتضمن احترامهم ومكانتهم في المجتمع من خلال علاقات منفعة متبادلة وبناءة مع الوسط المحيط، ومن خلال حملات التوعية التي تمكنهم من استخدام أحدث المعدات والتطبيقات التكنولوجية في مشاريعهم.
الاستدامة الاقتصادية:
أي أن المزرعة المستدامة يجب أن تكون مشروع رابح يسهم في تقوية الاقتصاد المحلي من خلال تأمين فرص عمل وتقليل نسبة البطالة وتأمين حاجات المجتمع الغذائية والاستهلاكية وتقليص الحاجة إلى الاستيراد على حساب تحقيق اكتفاء ذاتي غذائي.
الاستدامة البيئية:
ويعني ذلك إدارة الموارد الطبيعية بالطريقة المثلى بما يضمن:
- الحفاظ على المياه وترشيد استخدامها.
- تقليل التلوث الذي قد يصيب التربة والماء والهواء.
- الحفاظ على تربية صحية غنية بالمغذيات وعدم استنزافها.
- حماية التنوع البيولوجي.
أسهمت الزراعة الجائرة في إزالة مساحات واسعة من الغابات، حيث بلغ متوسط صافي إزالة الغابات أكثر من 7 ملايين هكتارا بين عامي 2000 و2005، مما أدى إلى أكثر من 5 غيغا طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً. وخسر العالم خلال ثلاثين عاماً أكثر من 178 مليون هكتارا من الغابات وذلك وفقاً لتقرير البنك الدولي.
أهداف الزراعة المستدامة:
- استخدام الموارد الطبيعية وموارد الطاقة بأعلى إنتاجية ممكنة.
- حماية الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض وتأمين بيئة مناسبة لزيادة عددها.
- تحسين سبل المعيشة وتأمين حياة متوازنة للعاملين في الأرياف والبيئات الزراعية.
- زيادة وعي المزارعين وتحسين الطرق المتبعة ودراسة البذار والمحاصيل الملائمة التي تناسب البيئات المختلفة.
- تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة سعياً للحد من تغير المناخ.
طرق الزراعة المستدامة:
هنالك ممارسات عدة تؤكد عليها الزراعة المستدامة ويميزها عن الزراعة التقليدية مثل:
زراعة محاصيل بشكل متنوع ومتناوب:
تنويع المحاصيل الزراعية يساهم في تخصيب التربة وإغنائها وحمايتها من الآفات ومنع استنزاف المغذيات والعناصر الأساسية فيها. هذه المنهجية تسمى الزراعة البينية أي زراعة أكثر من محصول واحد على مقربة أو بنفس قطعة الأرض كزراعة محصول عميق الجذور بمحصول جذوره سطحية، أو زراعة محصول طويل بمحصول أقصر يتطلب ظلًا جزئيًا.
زراعة محاصيل الغطاء الأخضر:
تزرع بعض المحاصيل كالبرسيم مثلا في مواسم محددة لمنع ترك التربة عارية حيث أثبتت الدراسات أن زراعة هذه المحاصيل الموسمية يسهم في تخصيب التربة وتجديد مغذياتها وضبط نمو الأعشاب الضارة، مما يقلل الحاجة إلى استخدام المبيدات العشبية غير المرغوبة.
تطبيق الإدارة المتكاملة للآفات:
يتم في الزراعة المستدامة إيجاد ضوابط بيولوجية للحفاظ على تعداد الآفات تحت السيطرة دون الحاجة لاستخدام المبيدات والمركبات الكيميائية، وذلك باتباع منهجيات وضوابط بيولوجية ميكانيكية ذات كفاءة عالية وصديقة للبيئة.
دمج الثروة الحيوانية بالإنتاج الزراعي:
تسعى الزراعة المستدامة إلى تأمين التكامل البناء بين إنتاج المحاصيل وتربية الحيوانات لمزارع أكثر كفاءة بمعدلات ربحية عالية. وذلك من خلال جعل الحيوانات تعيش قريبة من أماكن إنتاج علفها وتأمين الأسمدة العضوية التي تهمل عادة في المزارع التقليدية والتي تغني التربة وتساعد في نمو النباتات بسرعة ووفرة.
تعتبر الزراعة الحالية جائرة وغير مستدامة، فعلى سبيل المثال يتم وضع كميات مفرطة من الأسمدة. يمكن ان يسبب استخدام الاسمدة غير المدروس الى تراكم النترات في التربة. وقد تتسرب هذا النترات مع مياه المطر لتصل إلى المياه الجوفية مما يسبب تلوثها بالنترات.
يمكنكم الاطلاع على المجموعة الكاملة لمنتجات شركة الماردية للزراعة والتجارة
والمتخصصة بالعناية بالثروة الزراعية
اقرأ أيضاً:
نصائح للعناية بأشجار النخيل
الأسئلة الشائعة:
- هل الاستدامة تعني العضوية؟
في الحقيقة لا، هناك بعض الممارسات في الزراعة العضوية التي لا تقبل بها الزراعة المستدامة. ولكن بالتأكيد المنتجات الزراعية العضوية المتوفرة في الأسواق هي أكثر استدامة من تلك المنتجات المزروعة بالطريقة التقليدية.
- هل يوجد محاصيل تعتبر زراعتها مفيدة للتربة؟
نعم كالفول ومعظم البقوليات، تساعد زراعتها على تحسين التربة وإغنائها بالنيتروجين عبر العقد الآزوتية الموجودة في جذورها. ويسهم ذلك بشكل كبير في زيادة خصوبة التربة.
- هل تؤثر منهجية الزراعة المستدامة على تغيرات المناخ؟
قد لا نلاحظ فروقاً كبيرة في المدى القريب ولكن الزراعة المستدامة ستحد حتماً من انبعاثات الغازات من خلال حفاظها على الأحراج وإدارتها بنحو مستدام.