كيف أحدثت تغيرات المناخ كل هذه الفيضانات؟

كيف أحدثت تغيرات المناخ كل هذه الفيضانات؟

خاص-الماردية

نعلم ان نشاط الانسان وتأثيره على البيئة والكائنات الحية في تزايد مستمر منذ انطلاق الثورة الصناعية في القرن الثامن العشر. ونتيجة لذلك الأثر التراكمي نجد أن التغيرات المناخية التي نشهدها الان أصبحت الشغل الشاغل لنا جميعا واولوية لها وزنها للشركات والحكومات والمجتمعات. سوف نستعرض في هذا المقال اهم الاسباب التي تبين اكيف أحدثت تغيرات المناخ كل هذه الفيضانات.

من الاستخدام المفرط للوقود الأحفوري الى الاحتباس الحراري وذوبان الثلوج القطبية إلى ارتفاع منسوب المحيطات والبحار. كل هذه الظواهر المختلفة أصبحت تشكل تهديدا خطيراَ على وجودنا على هذا الكوكب، والتي تعتبر مجرد بداية للعواقب المتعددة التي سنشهدها نتيجة التغيرات المناخية.

هنالك العديد من المشاكل الكارثية غير المباشرة التي نلاحظ أثرها على المدى البعيد والتي من الصعب الآن ان نلاحظها او ندركها، وتعتبر الفيضانات واحدة من أهم هذه المشكلات.

ماذا يعني تغير المناخ؟

نسمي أي تغيير في الظروف الجوية والمناخية التي تحدث نتيجة متغيرات طبيعية أو نتيجة سلوك الانسان بتغير المناخ. من بين كل العوامل الطبيعية التي ساهمت في تغير المناخ يبقى النشاط البشري هو الأشد تأثيرا على البيئة، من خلال ما يقوم به من حرق للوقود الاحفوري واستنزاف الموارد الطبيعية غير المتجددة كالنفط والغاز والفحم والتي تطلق العديد من الغازات الدفيئة الضارة بالبيئة.

في الحالة الطبيعية، تمتص الأرض جزء من الطاقة التي تحصل عليها من اشعة الشمس وتقدر بما يقارب 47% من طاقة الشمس وتعكس الجزء الباقي بعيدا عنها. تساهم هذه الطاقة في تدفئة الكوكب في الليل بحيث يبقى صالحا للحياة خلافا للكواكب الباردة الأخرى. يساهم الغلاف الجوي بشكل فعال في احتجاز حرارة الشمس بما يشبه اثر البيت الزجاجي بشكل تبقى فيه الأرض بدرجة حرارة مقبولة.

في السنوات العشر الماضية بلغت درجة حرارة الأرض اشدها بحيث ارتفعت بـ 1.1° عن مستواها في القرن الماضي، وهذا ما ندعوه بالاحتباس الحراري. وقد ساهم مع غيره من المشكلات البيئية كالامطار الحامضية وتضرر طبقة الأوزون والفيضانات وغيرها تتصدر اهتمام الانسان وتقلق راحته.

أنواع الفيضانات

تعتبر الفيضانات من اكثر الكوارث الطبيعية خطورة على الانسان والبيئة. وعادة ما تضرب مناطق مكتظة بالسكان ذات مستويات عالية من التنمية الزراعية، حيث الأنهار والبحيرات وهطولات مطرية غزيرة، مثل المناطق المعتدلة وشبه الاستوائية في نصف الكرة الشمالي.

تصنف الفيضانات إلى خمس مجموعات حسب مكان حدوثها

أولا هناك الاعصار المساحي والذي حيث في المناطق التي تتجاوز فيها مياه الامطار الهاطلة مستوى المياه التي يتم تصريفها. النوع الثاني هو فيضان الأنهار، والذي يحدث في الأنهار وينتج عن هطول كثيف للأمطار أو ذوبان الجليد الذي يؤدي إلى زيادة مستويات الأنهار. يشمل هذا النوع الفيضانات والانهيارات الطينية. يوجد أيضا فيضانات مصبات الأنهار والفيضانات الساحلية بحيث تنتج أمواج كبيرة من تدفقات كبيرة في الأنهار تضرب الساحل وتحدث فيضانات ساحلية. وهنالك أيضا الفيضان المدني الذي حدث ضمن المدن عالية الكثافة السكانية حيث تتجاوز كمية المياه قدرة شبكات التصريف على التخلص منها. النوع الخامس والأخير هو الفيضانات الكارثية والتي يمكن أن تحدث نتيجة للكوارث الطبيعية الشديدة مثل الزلازل أو تسونامي.

فيضان الأنهار هو أكثر أنواع الفيضانات شيوعا وإثارة لاهتمام العلماء في جميع أنحاء العالم. ولا يمكن اكتشاف طرق وتقنيات التحكم في الفيضانات وتحديدها إلا بعد التعرف على أسباب الفيضانات بشكل صحيح.

تأثير تغير المناخ على حدوث الفيضانات

إن التقرير الخاص الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (2012) بشأن إدارة مخاطر الشديدة يعتبر أول تقييم عميق وشامل لتأثير تغير المناخ على الأحداث الكارثية مثل الفيضانات. من بين هذه العوامل، يعتبر هطول الأمطار ودرجة الحرارة من أهم المتغيرات المناخية التي تؤثر على أنظمة مخاطر الفيضانات. في حين أن الاحتباس الحراري قد لا يتسبب بشكل مباشر في حدوث فيضانات، إلا أنه يؤدي إلى تفاقم العديد من المتغيرات التي تهيئ الظروف لحدوثها.

يمكن أن يكون لتغير المناخ تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على الفيضانات من حيث هطول الأمطار ودرجة الحرارة. من ناحية أخرى ، هناك تغيرات في هطول الأمطار كأثر مباشر لتغير المناخ. تُظهر المناطق الاستوائية وخطوط العرض المتوسطة والعالية ميلا عاما نحو هطول الأمطار الأعلى. بينما تظهر المناطق شبه الاستوائية اتجاهًا عامًا نحو هطولات مطرية اقل. علاوة على ذلك، سوف تتغير هيكلية هطول الأمطار، مع انخفاض أيام المطر الخفيف، وزيادة أيام الأمطار الغزيرة، وزيادة حالات الجفاف والفيضانات. مما يجعل المناطق الجافة أكثر جفافاً والأماكن الرطبة أكثر رطوبة. سيكون لهذا التغيير العالمي في هطولات المطر أثر سلبي. مثل التقلبات الشديدة في الظروف الجوية في موقع ما، وزيادة التبخر من الأنهار والبحار نتيجة للاحترار العالمي. مما يؤدي إلى اتجاه متزايد في تركيز بخار الماء في الغلاف الجوي. أما بالنسبة للتأثيرات غير المباشرة طويلة المدى، تؤثر درجة الحرارة وهطول الأمطار على الغطاء النباتي لسطح الأرض وعلى الخصائص الفيزيائية للتنوع الحيوي وبنية التربة.

“كما هو متوقع، سوف يرتفع معدل انجراف التربة والتصحر حتماً في بعض المناطق، وسيكون لذلك تأثير سلبي في زيادة السيول السطحية بحيث تتجاوز كمية المياه في الأنهار والسدود ذروتها وقدرتها الاستيعابية على التحمل، مما يؤدي إلى فيضانات متكررة ومفاجئة.”

انعكست التغيرات غير المألوفة في المناخ والعوامل الجوية الى تغيرات في دورة مياه الأرض أيضا. وحدوث تغييرات متفاوتة في احتمالية حدوث الكوارث الطبيعية وبشكل خاص الفيضانات. بشكل عام: ساهمت العوامل الجوية المتقلبة بشكل كبير في تغيير هيكلية الهطولات المطرية. مما ساهم في اختلال التوازن البيئي نتيجة تشكل سيول غير متوقعة في أماكن لا تحدث فيها عادة، وكان لكل ذلك أثرا عميقا على الانسان والبيئة معاً.

اقرا ايضا:  التصحر تهديد يتفاقم ..ويهدد بالمجاعة

كيف نقاوم الفيضانات؟

ينصح الخبراء في امور المناخ بعدد من الممارسات العملية التي من شانها ان تخفض حجم الاضرار الذي يحدث نتيجة الفيضانات. ويمكن ان تساهم بعض هذه الممارسات على المدى المنظور بتقليل التغيرات المناخية، ومنها:

  • ينصح الخبراء قبل أي شي بحص التربة التي نريد حمايتها من الانجراف وتحليل العناصر والنسب المعدنية والمغذية فيها ودرجة حموضتها. وذلك عن طريق اجراء اختبارات توفرها معظم الحكومات والشركات الخاصة بالخدمات الزراعية كالماردية.
  • تحضير الأراضي التي نسبة تعرضها للفيضانات عالية (كالمزارع القريبة من ضفاف الأنهار). بحيث يتم إزالة كافة الأعشاب الضارة منها وامدادها بنسب عالية من الاسمدة العضوية المتخمرة جيدا والمتناسبة مع نتائج فحص التربة. يحيث يتم امتصاص المواد المغذية فيها بسرعة وفعالية عاليتين.
  • بعد تجهيز الأرض وامدادها بالمغذيات التي تحتاجها يتم أيضا استشارة الخبراء لتحديد الأشجار والنباتات التي ينصح بزراعتها. بحيث تنمو بسرعة وتؤمن تماسك جيد للتربة يحفظها من الانجراف.
  • على الأراضي المنحدرة يتم تثبيت حصير جوز الهند وهي تشبه الغطاء او السور ويصنع من جوز الهند وبعض المواد العضوية أو من مواد مشابهة لها. بحيث يتم وضعه في الأماكن شديدة الانزلاق كضفاف الأنهار لحماية التربة وتوفير بيئة مناسبة للنبات لينمو وتقوم جذوره بحماية التربة بعد تحلل الغطاء.
  • كل هذه الخطوات وغيرها تساهم في حماية التربة من الانجراف وتحد من اثار الفيضانات. ويمكن على المدى البعيد ان تساهم في زيادة الغطاء النباتي والحد من مشكلة التصحر والتي بدورها ستسهم في تقليل انبعاث الغازات الدفيئة.

خلاصة القول

مع تغير المناخ، أصبحت الظواهر الجوية المتطرفة غير قابلة للتنبؤ،وتحدث الفيضانات بشكل متكررغيرمسبوق. مما يلحق أضرارا كبيرة بالفرد والمجتمع. لذلك يجب إجراء تغييرات جذرية وعاجلة في صلب حياتنا اليومية و الصناعية. بما يساهم في العناية بالبيئة وتصحيح مشاكل المناخ. بحيث لا يزال لدينا فرصة الآن لاستعادة التوازن الطبيعي للنظام البيئي بأكمله وضبط تواتر الفيضانات وشدتها. ولكن هذه الامكانية غير مضمونة مستقبلا.

يمكنكم الاطلاع على المجموعة الكاملة لمنتجات شركة الماردية للزراعة والتجارة
والمتخصصة بالمعالجات البيئية

الاسئلة الشائعة:

ما هي المشاكل التي تواجه البشرية بسبب تغير المناخ؟

العديد من العواقب المباشرة وغير المباشرة. مثل الجفاف الشديد وندرة المياه والحرائق الشديدة وارتفاع مستويات سطح البحر والفيضانات وذوبان الجليد القطبي والعواصف الكارثية وتهديد التنوع البيولوجي.

ما هي اسباب الفيضانات ونتائجها؟

  • الهطولات المطرية الغزيرة.
  • ارتفاع درجات الحرارة.
  • ذوبان الثلوج.
  • السيول غير المتوقعة او تغير مجاري السيول.
  • التقلبات الجوية التي تطرأ حاليا نتيجة تغير المناخ.

ما هو اكبر فيضان في العالم؟

فيضان نهر المسيسيبي عام 1844. وهو أكبر فيضان تم تسجيله على الإطلاق في نهر ميسوري. ونهر المسيسيبي الأعلى من حيث كمية التصريف. فقد كان هذا الفيضان الاشد تدميرا لأن كل المناطق المجاورة لها كانت فقيرة بالسدود في ذلك الوقت.

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Awesome Work

You May Also Like