التصحر تهديد يتفاقم ..ويهدد بالمجاعة

التصحر تهديد يتفاقم ..ويهدد بالمجاعة

خاص- الماردية

التصحر عملية تتحول فيها الأرض الخصبة إلى صحراء. وهو ناتج عن الجفاف طويل الأمد والإفراط في استخدام المياه. كانت موجودة منذ قرون، ولكن في العقود القليلة الماضية، أصبحت المشكلة أكثر اتساعا بسبب تغير المناخ والنمو السكاني وتغير الأساليب في استخدام الأراضي.

تسارع تغير المناخ بشكل حاد منذ الثورة الصناعية بسبب الصناعات المعتمدة على الوقود الأحفوري والانبعاثات الناتجة من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، بالإضافة الى تفضيل الزراعة الصناعية التي تعتمد بشكل أساسي على الربح السريع والانتاج الكبير غير المستدام.

باختصار، إن إزالة الغابات وتغير المناخ مشكلتان مرتبطتان بشدة، أودوا العديد من الأنواع والحضارات إلى الانقراض ويهددون الآن الكوكب بأسره.

ما هو التصحر؟

يمكننا تعريف التصحر بأنه عملية إزالة الغابات والأراضي الحرجية الأخرى لاستخدامها في الزراعة أو التعدين أو غيرها من الممارسات المماثلة. او بعبارة أخرى، تعرَّف بأنها التدهور المستمر للنظم الإيكولوجية للأراضي المزروعة والذي ينجم عن التغيرات في الظروف المناخية والأنشطة البشرية. أكثر أنواع إزالة الغابات شيوعًا ليس قطع الأشجار ولكن تحويل الأراضي الحراجية إلى أراضٍ زراعية لتربية الماشية والإنتاج الحيواني.

تغطي الغابات حوالي 30% من الكوكب والنظام البيئي. يلعبون دورًا أساسيًا في دعم الحياة على الأرض وازالتها تعني القضاء على التوازن البيئي والتنوع البيولوجي.

“وفقًا لمعدل التصحر والتدمير الحالي ستختفي الغابات المطيرة في العالم تماما في غضون 100 عام.”

لماذا يجب التعامل مع التصحر بجدية؟

إن الغابات والنشاط الزراعي مسؤولان عن 24٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. مما يجعل إزالة الغابات مساهماً هاماً في تغير المناخ. حيث تؤثر إزالة الغابات على كمية الغازات الدفيئة المنطلقة في الغلاف الجوي بطريقتين:

أولاً، عندما يتم قطع الأشجار، فإن غاز ثاني أوكسيد الكربون الذي تمتصه سوف يتحرر في الغلاف الجوي.

ثانيًا، تلعب الأشجار دورا مهما في امتصاص الغازات الدفيئة التي تزيد من أثر ظاهرة الاحتباس الحراري. القضاء على الغابات يعني إطلاق كمية أكبر من الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي وزيادة سرعة وشدة الاحتباس الحراري.

بالإضافة إلى دورها في المساعدة على تنظيم الظروف المناخية للأرض. توفر الغابات أيضًا المأوى لـ 80% من النباتات والحيوانات التي تعيش على الأرض. وإزالة الغابات يعني تدمير مساكن وملاجئ هذه الاحياء وتهديد التنوع البيولوجي. حيث يقدر البعض أن 4000-6000 نوع مختلف من أحياء الغابات المطيرة تنقرض كل عام. بالإضافة الى الضرر الذي لحق بأكثر من ملياري شخص كانوا يعتمدون على الغابات كمصدر للغذاء والمأوى.

اسباب التصحر

هناك عدة عوامل مسؤولة عن التصحر، والتي يمكن أن تكون من أصل بشري أو طبيعي. تتمثل الأسباب الطبيعية للتصحر بحرائق الغابات والفيضانات والجفاف والاكتظاظ السكاني للحيوانات الأجنبية وبعض المظاهر الناتجة عن تغير المناخ. بينما العامل المسبب الأكثر اثرا على التصحر هو الزراعة والأنشطة الزراعية الجائرة. يقطع المزارعون الأشجار لزراعة محاصيل مثل فول الصويا أو القمح أو الكاكاو. وتتحدث العديد من الدراسات عن نشاط الانسان المجحف بحق الطبيعة باعتباره مثل إزالة الغابات على حساب توسع الصناعات الزراعية وتربية الماشية واستخراج الأخشاب والتعدين واستخراج النفط وبناء السدود وتطوير البنية التحتية.

“نظرًا للعديد من الدراسات، فقد ثبت أن الأنشطة الزراعية والتوسع المدني والعمراني هما العاملان البشريان الأساسيان في إزالة الغابات وزيادة التصحر في العالم.”

عواقب إزالة الغابات

  • فقدان التنوع البيولوجي

يعتبر تدمير التنوع البيولوجي من أكثر النتائج الكارثية للتصحر وإزالة الغابات، حيث تحتوي الغابة على بعض أهم عناصر التنوع البيولوجي. بما في ذلك الثدييات والطيور والحشرات والبرمائيات والنباتات. عادة ما يتم حماية العديد من الأنواع الهشة النادرة والمحافظة عليها في الغابة، ولكن ساهمت الأنشطة البشرية الحالية في تعريض النظام البيئي بأكمله للخطر.

  • انجراف التربة

تعرف التربة في الغابة بغناها بالمواد العضوية ومقاومتها القوية للتعرية والظواهر الجوية القاسية الأخرى. ولكن إزالة الغابات لزيادة مساحات المراعي سبب امتداد التصحر بتقليل جودة التربة حيث أصبحت شديدة الهشاشة أمام الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والانهيارات الأرضية. علاوة على ذلك، مع العلم أن الكميات الضخمة من التربة التي تنجرف عبر السيول يمكن ان تتراكم في المجاري المائية والأنهار وتسد هذه الممرات المائية ملحقة اضرار جسيمة بالبنى التحتية لشبكات الري.

  • تغير المناخ

تغير المناخ هو نتيجة مباشرة للزيادة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان والغازات الأخرى التي عادة ما تمتصها الأشجار وتطلق الأكسجين بدلاً منها. إزالة الغابات تعني إطلاق كل غازات الدفيئة التي تحتجزها، مما يزيد من احتمالات التعرض لعديد من الكوارث الطبيعية.

  • اندلاع أمراض جديدة

كان الغزو البشري للغابات هو السبب الرئيسي وراء ظهور الأمراض الاستوائية وتفشيها، بما في ذلك الحمى النزفية القاتلة مثل الإيبولا وحمى لاسا. مع العلم ان زيادة السلوكيات غير المسؤولة بحق الطبيعة كالرعي الجائر وازالة الغابات وتحويلها لمراعي يمكن أن يؤدي مستقبلا إلى وباء هائل يمكن أن يقتل العديد من الأبرياء على كوكبنا.

كيف يمكن التصدي لظاهرة التصحر؟

التصحر مشكلة كبيرة ولكل جهة مسؤولة رأي خاص في كيفية حلها. ولكن يوجد العديد من الممارسات التي يمكن التصدي لظاهرة التصحر من خلالها، على سبيل المثال:

  • إعادة التحريج والتشجير

من الضروري التعويض بدل الأشجار المقطوعة وزيادة مبادرات الحكومات والمنظمات المعنية في كل عام لتعويض جميع الأشجار التي فقدناها بالفعل. من المهم للغاية تعزيز التربة المتآكلة قبل أي عملية إعادة تشجير وفحص مكوناتها لتوفير جميع المواد اللازمة من خلال الأسمدة البيولوجية ومكملات التربة الحيوية. بعد ذلك، من الضروري أن نختار بعناية أنواع الأشجار التي نزرعها بحيث تكون قادرة على التكيف مع الظروف المختلفة المحيطة. العديد من المختبرات والشركات الزراعية تقدم الخدمات الارشادية والمستلزمات الكافية لذلك.

  • الزراعة المستدامة والصديقة للغابات

يجب علينا تطبيق نهج مستدامة في الزراعة ونشر هذه الثقافة حولنا للتوعية حول فاعليتها وكفاءتها وحرصها على البيئة.

تشمل المشاريع الزراعية المستدامة جعل المزارع يميل نحو المشاريع ذات الحجم المتوسط والصغير بحيث يوجد مساحة كافية لزراعة المحاصيل وتربية عدد محدود من الماشية دون الحاجة إلى قطع الأشجار أو الإضرار بالطبيعة والنظام البيئي. بالإضافة إلى ذلك، في المزارع المستدامة يوصى فقط بالمتطلبات البيولوجية مثل الأسمدة العضوية والمبيدات العشبية والحشرية العضوية التي تخلو من المواد الكيمائية ولا تسبب اضرارا مستقبلية للتربة او المياه او التنوع البيولوجي.

خلاصة القول

ان التصحر وإزالة الغابات له اثاره خطيرة ولكنها لا تزال قابلة للعلاج حتى الان، وذلك من خلال حماية ما تبقى من غابات والعمل على الحد من اثار الاحتباس الحراري واحتضان الزراعة المستدامة وزراعة أشجار جديدة لتحل محل تلك التي تمت إزالتها. على الرغم من اختفاء العديد من الأنواع النباتية والحيوانية وانقراضه للأبد، الا ان حماية الغابات والغطاء النباتي والحد من التصحر يسهم بشكل أساسي في حماية ما تبقى من التنوع الحيوي الحالي.

اقرا ايضا:

تعلّم أساسيات الزراعة المستدامة

يمكنكم الاطلاع على المجموعة الكاملة لمنتجات شركة الماردية للزراعة والتجارة
والمتخصصة بالعناية بالثروة الزراعية

أسئلة شائعة

  • ما هي أسباب ظاهرة التصحر؟

تغيرات المناخ وما لها من اثار كالجفاف والفيضانات وانجراف التربة، بالإضافة الى ممارسات الانسان غير المسؤولة مثل إزالة الغابات وزيادة حجم المراعي والتوسع العمراني على حساب الغابات.

  • لماذا يجب محاربة التصحر؟

لان التصحر أصبح يشكل تهديدا حقيقيا لحياة أكثر من مليار إنسان وتهدد بحدوث مجاعات نتيجة نفاذ مصادر الغذاء، إضافة الى حدوث اختلال توازن في النظام البيئي.

  • كيف يمكن حل مشكلة التصحر في الوطن العربي؟

يمكن تشجيع مشاريع الزراعة والتشجير، واستصلاح المناطق القاحلة كما تفعل دول الخليج العربي، وذلك من خلال زراعة المناطق الجافة بالنخيل وأشجار السدر والصفصاف. بالإضافة الى إيقاف قطع الأشجار وإحراق الغابات والرعي الجائر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Awesome Work

You May Also Like