

زراعة أشجار الزيتون
خاص-الماردية
تعد زراعة أشجار الزيتون ممارسة قديمة كانت موجودة منذ قرون مضت. وتتطلب الكثير من الصبر والتفاني لضمان رعاية الأشجار بشكل صحيح وإنتاج زيتون بأعلى جودة ممكنة. في هذه المقالة، سنناقش أساسيات رعاية شجرة الزيتون وأهمية زراعتها، بما في ذلك نذكر نصائح حول كيفية زراعة شجرة الزيتون ومتابعتها من البذور. بالإضافة لأهمية تقنيات التقليم. سنناقش أيضا بعض التحديات الشائعة المرتبطة بزراعة الزيتون وكيفية التغلب عليها بأساليب حيوية تحمي التنوع الحيوي.
زراعة أشجار الزيتون
غالبًا ما ترتبط شجرة الزيتون بالبحر الأبيض المتوسط، إذ غالبا ما تعرف بأنها منتج متوسطي أساسي وقديم. ولكن يمكن زراعتها في مجموعة متنوعة من المناطق والأقاليم الأخرى. تعتبر المناطق ذات الحرارة العالية و ضوء الشمس القوي هي الأنسب لنموها. علاوة على ذلك، بمجرد زراعتها تنتهي لأغلب المهما الشاقة إذ يسهل العناية بها ويمكن أن تزدهر في الهواء الطلق.
تعتبر أشجار الزيتون إضافة رائعة لأي حديقة حيث تحتوي على أوراق دائمة الخضرة وجميلة، بالإضافة إلى أنها تقدم فاكهة لذيذة صالحة للأكل. يمكن تحويل هذه الفاكهة إلى زيت زيتون أو معالجتها في محلول ملحي والاستمتاع بتناولها في كثير من الأطباق.
-
كيفية زراعة أشجار الزيتون
- عادة ما تستغرق أشجار الزيتون حوالي ثلاث سنوات لتنضج وتنتج كميات ملحوظة من الفاكهة. لزيادة كميات الإنتاج من الزيتون، يوصى بزراعة أصناف متعددة على مقربة من بعضها البعض.
- أفضل مكان لزراعة شجرة زيتون هو في بقعة مشمسة ذات تربة بتصريف جيد. بسبب حرارتها وخصائصها المقاومة للجفاف، إذ قد تفشل أشجار الزيتون في الازدهار في التربة الرطبة.
- يمكن الحصول على أشجار الزيتون في أواني بحجم 4 بوصات (10 سم) ذات فروع جانبية متعددة ويبلغ ارتفاعها 18-24 بوصة (46-61 سم)، أو في أواني متوسطة السعة (1 غالون) بجذع واحد يصل طوله إلى 4-5 أقدام (1-1.5).
- من أجل تحقيق أفضل النتائج، يوصى بزراعة أشجار الزيتون بجذع واحد فقط لتنمو بحيوية وانسيابية عند أطرافها بحيث يسهل قطافها.
- عند زراعة أشجار الزيتون في بستان، فإن القاعدة العامة للمباعدة هي ترك مسافة 20 قدما (6 أمتار) بين كل شجرة. ومع ذلك، قد تختلف هذه المسافة حسب نوع البستان وحسب رأي المزارع. ولكن بشكل عام عند الزراعة، يجب التأكد من حفر حفرة مساوية لحجم الحاوية المستخدمة لنقل الشجرة.
- عند زراعة شجرة زيتون، لا تضف أي مادة للتربة من سماد أو غيرها. بالإضافة إلى ذلك، تجنب العبث بتوضع الجذر واقطع أي جذور دائرية إذا لزم الأمر.
- يقترح الامتناع عن إضافة الحصى أو أنابيب الصرف لشجرة الزيتون الصغيرة، لأنها تحتاج إلى التأقلم بنفسها مع التربة.
التحديات الشائعة لزراعة شجرة الزيتون والمحافظة عليها
قد تكون زراعة أشجار الزيتون والعناية مهمة شاقة لمن ليسوا على دراية بهذه العملية. من حيث اختيار التربة المناسبة والتعامل مع الآفات والأمراض المتنوعة. هناك العديد من التحديات التي تأتي مع زراعة الزيتون نذكر منها:
مرض عقدة الزيتون Olive Knot:
- عقدة الزيتون (Olea europaea) هو مرض يسببه نبات Pseudomonas savastanoi. خلافًا للاعتقاد الشائع، فإن هذا العامل الممرض يفضل النمو على لحاء الأغصان الخشنة بدلاً من أوراق الزيتون.
- عندما تمطر، تفرز مادة بيولوجية تحتوي على بكتيريا يمكنها أن تنتقل إلى نباتات سليمة. تتطور العدوى بين الربيع والصيف وخلال أسبوعين، يتراوح حجم الكرات من نصف بوصة إلى بوصتين.
- جميع أصناف شجر الزيتون تكون عرضة لعقد الزيتون، إلا أن الأجزاء العلوية منها فقط هي التي تتأثر.
- تختلف شدة هذه العدوى باختلاف نوع الصنف المصاب. النباتات التي يبلغ عمرها عام واحد أكثر عرضة للإصابة من النباتات الأقدم.
كيف تعالج عقدة الزيتون؟
يجب تقليم الأغصان المصابة من شجرة الزيتون خلال موسم الجفاف. أثناء القيام بذلك، يجب على المزارع التأكد دوما من أن المقصات المستخدمة نظيفة ومعقمة لتجنب نقل العدوى إلى أجزاء أخرى من الشجرة.
استخدم علاج عقدة الزيتون مع مبيدات البكتيريا المحتوية على النحاس مثلGrowthmax. هذا المنتج يحسن تحمل النبات الإجهاد في الظروف المعاكسة. من المهم تطبيق هذا المحلول مرتين على الأقل، مرة في الخريف ومرة في الربيع.
زيلا والزيتون (Xylella Fastidiosa):
- Xylella fastidiosa، المعروفة باسم زيلا Xylella، هي آفة بكتيرية تسبب تلف مجموعة كبيرة ومتنوعة من النباتات والأشجار في المناطق معتدلة الحرارة في جميع أنحاء العالم. وقد تسبب هذا الكائن الحي في دمار العديد من النظم البيئية.
- زيلا Xylella هو أحد مسببات الأمراض التي تنقلها الحشرات، يثبط قدرة شجرة الزيتون على امتصاص الماء والمواد المغذية الاخرى مما يضر بصحتها ويسبب تدهورها بشكل سريع.
- يبدأ الانحدار السريع لشجرة الزيتون بانخفاض كبير في عدد الفروع والأغصان، والذي يعتبر من أهم أعراض الإصابة.
- عادة ما يستغرق الأمر شهرا أو شهرين لملاحظة أعراض أشجار الزيتون المصابة بالبكتيريا زيلا والتي توجد عموما في الأغصان العلوية ثم تنتشر في جميع أنحاء النبات. يعطي الشجرة مظهرا وكأنها محروقة.
هل زيلا قابل للعلاج؟
- يعتبر مرض Xylella مصدر قلق كبير لمزارعي الزيتون في جميع أنحاء العالم. وحتى الآن، لا يوجد علاج فعال لمرض الانحدار السريع للزيتون. ومع ذلك يمكن تخفيف التأثير عن طريق التحكم في الحشرات الماصة للنسغ والإزالة الفورية للنباتات المصابة. يوصى باستخدام مبيدات الآفات العضوية مثل Neem Protect Oil، الذي يمكن أن يقتل الآفات في جميع دورات حياتها وهو آمن على جميع الحيوانات والطيور والأطفال.
- يمكن أن تساعد إدارة الحشائش الضارة وتقليم العشب بانتظام في تقليل النباتات غير المرغوبة والتي تعد موطنا رئيسيا للحشرات الماصة للنسغ. يجب أيضا مراعاة الحفاظ على الحيوانات المفترسة الطبيعية مثل الدبابير واليعسوب والطفيليات الأخرى التي تتغذى على مسببات مرض زيلا.
في الختام، تعتبر رعاية شجرة الزيتون جزءا أساسيا من زراعة الزيتون الناجحة. وبدون المعرفة والفهم المناسبين للأساسيات، يمكن أن يعاني المزارعون من الأمراض والآفات والمشاكل الأخرى غير المكتشفة التي يمكن أن تقلل بشكل كبير من غلات محاصيلهم. إضافة إلى ذلك، فإن معرفة كيفية تقليم أشجار الزيتون وتسميدها وسقيها وحمايتها من الأمراض أمر أساسي لتحقيق محصول وفير وبستان ناجح.
اقرأ أيضا
نصائح للعناية بأشجار النخيل
الأسئلة الشائعة:
-
كيف تزرع شجرة الزيتون؟
تُزرع أشجار الزيتون بشكل اعتيادي في حوض البحر الأبيض المتوسط دون أي ري إضافي. عندما يكون معدل هطول الأمطار السنوي 600 ملم أو أكثر، يمكن لهذه النباتات أن تزدهر وتوفر محاصيل زيت عالية الجودة اعتمادا على مياه الأمطار ودون الحاجة إلى ري إضافي.
-
كم من الوقت يستغرق نمو شجرة الزيتون بالكامل؟
يمكن أن تصل شجرة الزيتون إلى أعلى إمكاناتها من النمو خلال 15 عاما، اعتمادا على البيئة المحيطة بها. ومع ذلك، فإن المقدار الذي تنمو به كل عام بعد قد يتراوح بين 2 إلى 12 بوصة سنويا.
-
هل تتطلب أشجار الزيتون الكثير من الرعاية؟
تتطلب أشجار الزيتون القليل من الرعاية قياسا للاشجار المثمرة الاخرى. ويمكن أن تزدهر في المناطق التي يكون فيها الكثير من أشعة الشمس والحرارة. بمجرد زراعتها بشكل ناجح، يمكن لهذه الأشجار القوية تحمل الظروف الجوية القاسية بأقل قدر من الاهتمام والعناية.