هل المياه في المنزل صالحة للشرب؟

هل المياه في المنزل صالحة للشرب؟

خاص-الماردية

الكثير من الناس عندما يتحدثون عن طفولتهم كانوا يصفون الشرب  من مياه النافورة العامة في الشارع أمرا معتادا باعتبارها مصدرا للمياه النقية الباردة في صيفهم الحار. كان كل شيء أبسط بكثير في ذلك الوقت ولكن الآن غدت هذه الامور قصصا تروى لا اكثر.
في الوقت الحاضر، أصبحت زجاجات المياه البلاستيكية مشهدا مألوفا من المناظر الطبيعية المرتبط بالحياة في ظل الثورة الصناعية. اذ غالبا ما تُرى في المكاتب والشاحنات الصغيرة والفنادق وحقائب الظهر الخاصة بالأطفال.
لسوء الحظ، هذا استجابة لوجود ملوثات ضارة، مثل المواد الكيميائية السامة والمعادن الثقيلة الموجودة في ماء الصنبور. على هذا النحو، من المهم أن يكون المستهلكون على دراية بالمخاطر الصحية المرتبطة بهذه الملوثات وأن يتخذوا خطوات  لضمان سلامة مياه الشرب الخاصة بهم.
سنشرح في هذه المقالة متى تكون المياه في المنزل صالحة للشرب ومتى يكون نظام تنقية المياه بالمنزل أمرا لا غنى عنه. فأكثر من 25% من المياه المعبأة يتم إعادة معالجتها ببساطة من مياه الصنبور، مما يجعلها بديلا مكلفا للغاية لشيء يجب الحصول عليه مجانا. علاوة على ذلك، تشير الاختبارات المستقلة إلى أن جودة المياه المعبأة يمكن أن تختلف اختلافا كبيرا من جيد جدا إلى خطر على جميع الكائنات الحية.

الملوثات الشائعة في مياه الشرب:

الزرنيخ:

يعتبر تناول الزرنيخ ضارا بصحتك، حيث يعتبر مسؤولا عن التسبب في الإصابة بسرطان الرئة والمثانة والجلد، فضلاً عن احتمالية الإصابة بسرطان الكبد والكلى. ويمكن أن يكون له أيضا آثار سلبية على الجهاز العصبي المركزي والمحيطي والقلب والجهاز التناسلي وتسبب تشوهات خلقية. لذلك، يجب علينا ضمان توفر مصادر ماء خالية من أي نسب زرنيخ مهما بلغ الثمن.

وفقا لمجلس حماية الموارد الوطنية (NRDC)، يمكن أن تكون المياه المعبأة في زجاجات بنفس خطورة مياه الصنبور فيما يتعلق بتلوث الزرنيخ نظرا لأنها عادة ما يتم الحصول عليها من نفس المصدر وفي الغالب لا يتم ترشيحها بشكل كافٍ. الزرنيخ هو معدن ثقيل يدخل إلى مصادر المياه بشكل طبيعي ويسبب تلوثا صناعيا خطيرا. والطريقة الأكثر فعالية لتقليل تعرضك للزرنيخ هي استحواذ نظام تنقية مياه عالي الجودة وصيانته وفحص ادائه بانتظام.

النشاط الإشعاعي:

سلطت كارثة فوكوشيما دايتشي النووية التي حدثت في اليابان عام 2011 الأضواء على حجم التهديد الإشعاعي ليصبح اهتمام المجتمع الدولي بهذا الموضوع أكثر من ذي قبل. إذ أظهر الحدث الكارثي أن الجسيمات المشعة يمكن أن تنتشر بسهولة عبر أنظمة المياه الجوفية وتتسبب في آثار بيئية بعيدة المدى. وقد عززت هذه الكارثة الحاجة إلى لوائح وبروتوكولات أمان أكثر صرامة لمحطات الطاقة النووية في جميع أنحاء العالم.

يمكن أن يؤدي التركيز العالي من اليورانيوم، والذي يتجاوز الحدود التي وضعتها وكالة حماية البيئة (EPA)، إلى تلف الكلى وزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان. بالإضافة إلى ذلك، يتحلل اليود المشع ويتجمع في الغدة الدرقية مسببا سرطان الغدة الدرقية.

يعتبر التلوث الإشعاعي خطرا تراكميا أي أن تأثيراته تزداد بمرور الوقت. وإحدى الطرق الرئيسية التي يتعرض بها الإنسان للإشعاع هي شرب المياه الملوثة. إذ يمكن أن يكون لهذا عواقب وخيمة إذا لم يتم اتخاذ الاحتياطات المناسبة.

الفلوريد:

من اللافت للنظر أن الفلورايد، الذي يستخدم غالبا في معجون الأسنان للمساعدة في منع تسوس الأسنان، يمكن أن يكون ملوثا خطيرا للمياه. ففي حين أن له فوائد عندما يكون موجودا بالكمية المناسبة، فإن الكميات الكبيرة من الفلورايد تكون خطيرة جدا. إذ يمكن أن تؤدي إلى تسمم الأسنان بالفلور والتسمم وحتى الموت.

يمكن تجنب التسمم بالفلور بشكل فعال من خلال مراقبة مستويات تركيز الفلورايد في مياه الشرب. يجب ألا تتجاوز الكمية القصوى من الفلورايد في مياه الشرب 0.7 مجم / لتر.

الرصاص:

إن مخاطر التسمم بالرصاص معروفة لنا جيدا. حيث يعتبر الرصاص معدن ثقيل شديد السمية يمكن أن يضعف بشدة نمو الجهاز العصبي خاصة للاطفال، ويؤدي إلى فقر الدم والنوبات وحتى الموت.

يوصى بالاتصال بقسم الصحة المحلية للترتيب من أجل إجراء اختبار مجاني دوري للمياه من أجل الكشف عن أي آثار للرصاص. يجب ألا يتجاوز الحد الأقصى المسموح به لتركيز الرصاص 0.01 مجم / لتر.

فلاتر المياه المنزلية:

يمكن أن يكون نظام المياه في المنزل بأكمله ضرورة حياتية لا بديل عنها، خاصة عندما تواجه مشكلات تتعلق بجودة ومذاق ورائحة المياه الخاصة بمنزلك. حيث تستخدم الفلاتر المنزلية لإزالة أي ملوثات موجودة في إمدادات المياه، مما يمنحك مياها أنظف وأعذب.

وتصنف أنظمة تنقية المياه المنزلية إلى نوعين رئيسيين:

  • الأول هو نظام ترشيح شديد التحمل وهو الأكثر فعالية في إزالة الملوثات. يستخدم أكبر قدر من وسائط الترشيح ويوفر أداء لا مثيل له. يتم الاحتفاظ بوسائط الترشيح داخل خزان بطول 50 بوصة. وهو بدوره يوفر حماية طويلة الأمد من الملوثات لمدة تتراوح من  5-10 سنوات ثم يتم استبداله.
  • النظام الثاني هو نظام معالجة المياه ذو السعة القياسية والذي يتكون من خراطيش تصفية، موضوعة في حاويات متينة، تساعد في تنظيف المياه الملوثة في المنزل. يبلغ قطر هذه الخراطيش 4.5 بوصة ويبلغ ارتفاعها 10 أو 20 بوصة وتحتاج إلى استبدالها بشكل سنوي.

 

في الختام، يمكن أن تدخل الملوثات أجسامنا عن طريق تناولها او ملامسة الجلد أو عن طريق استنشاقها في رئتينا. لذلك، فإن الحصول على مياه شرب نظيفة وآمنة أمر ضروري.
ولسوء الحظ، حتى إذا كنت تحصل على المياه من مصدر محلي، فلا يزال من الممكن أن تحتوي على ملوثات كيميائية او اشعاعية ضارة بصحتك. فلضمان سلامة مياه الشرب، توفر أنظمة ترشيح المنزل بالكامل طبقة إضافية من الحماية. لحسن الحظ، هناك أيضا مجموعة متنوعة من المنتجات المتوفرة في السوق والتي تم تصميمها خصيصا لتنقية مياه الشرب والري، بسهولة وراحة تضمن لنا الاستمتاع بحياة صحية بعيدة عن الملوثات.

اقرأ أيضاً:

أحواض سمك خالية من الطحالب

الأسئلة الشائعة:

  • ما هي استخدامات مرشح الماء المنزلي؟

يمكن أن يساعد تثبيت نظام فعال لتنقية المياه في المنزل بالكامل في تقليل أو القضاء على معظم الملوثات. والتي قد تكون موجودة في إمدادات المياه في منزلك بسبب تلوث مصدرها الرئيسي. وقد يرغب البعض في الترشيح لمشاكل مثل الماء العسر والرواسب ورائحة الكلور.

  • هل هناك ما يستدعي الحصول على نظام تنقية مياه منزلي؟

تم تصميم أنظمة الترشيح المنزلية لإزالة الشوائب والملوثات من مياه الصنبور، مما يجعلها أكثر صحة وأمانا للإنسان. ومع نظام تنقية المياه المنزلي يمكنك الاستمتاع بمياه شرب نظيفة ومنعشة دون القلق بشأن سلامة صحة عائلتك.

  • ما هي المدة التي يجب بعدها تغيير فلتر المياه المنزلي؟

بشكل عام، يجب استبدال فلتر المياه المنزلي كل 12 شهرا لضمان الأداء الأمثل. ومن الضروري معرفة وقت تغيير الفلتر وإدراك العلامات التي تدل على أن وقت الاستبدال قد حان للقيام بذلك. مما يساعدك في الحفاظ على مياه صحية لمنزلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Awesome Work

You May Also Like