تعرف على البكتريا النافعة ودورها في الحياة
خاص-الماردية
سوف نتحدث في هذه المقالة عن موضوع قد يكون جديدا بالنسبة للكثيرين، ألا وهو البكتريا النافعة.
بمجرد سماعنا لهذه الكلمة يتبادر إلى الأذهان كل ما يخص الأمراض الهضمية والتسمم الغذائي، وهذا طبيعي إذ أن بكتيريا “السالمونيلا” هي التي تسبب التسمم الغذائي، ولكن ما قد يبدو غريباً للبعض أنه ليس كل البكتيريا ضارة، بل من الجدير بالذكر أن نعلم أنه من المستحيل البقاء على قيد الحياة دون وجود هذه الترليونات من الأحياء الدقيقة التي تنتشر في كل مكان حولنا.
البكتيريا المفيدة والزراعة:
أثبتت العديد من البحوث الزراعية أنه من الواجب مضاعفة الإنتاج الغذائي الحالي بحلول 2050 وذلك تفادياً لحدوث مجاعات وتلبية للحاجات المتزايدة من الأعداد المتزايدة من السكان، وفي نفس الوقت أكدت الدراسات أهمية اتباع طرق مستدامة وتنموية تفادياً لاستنزاف الموارد الطبيعية المحدودة والتي من واجبنا استثمارها بما يضمن ديمومتها لأجيال المستقبل، كي يكونوا قادرين على استثمارها ايضاً في بيئة صحية و نظيفة.
والاستدامة التي تركز عليها الدراسات تعني الابتعاد عن المبيدات والأسمدة الكيميائية واستبدالها ببدائل عضوية و بيولوجية لا تؤذي البيئة ولا تلوث الماء والهواء وبقية الموارد الطبيعية.
إحدى هذه الطرق البيولوجية المتبعة الاعتماد على الأحياء الدقيقة النافعة كبعض أنواع البكتريا الجيدة التي لها تأثير كبير على نمو النبات وتخصيب التربة، فهنالك العديد من التوصيات التي تشيد بأهمية البكتيريا النافعة في الزراعة في تثبيت النتروجين واكتسابه وفي الحصول على الكثير من المغذيات وتعزيز نمو الجذر والبراعم وإغناء التربة وتخصيبها والوقاية من كثير من الآفات التي تصيب الجذور عادة.
عملية تثبيت النتروجين:
تعتبر هذه العملية من أكثر العمليات نفعاً وربحية على الصعيد الاقتصادي وعلى صعيد التنمية المستدامة على مستوى العالم. حيث تتشكل علاقة منفعة متبادلة بين النباتات البقولية وبين العقد الأزوتية التي تتشكل على جذورها، والتي تعرف على أنها “بكتيريا نافعة” تلعب دوراً هاماً في تخصيب التربة عن طريق إغنائها بالنتروجين الضروري لتخصيب التربة وإنماء النباتات. تبقى هذه العقد في التربة فترة طويلة حتى بعد إزالة النباتات البقولية.
تقول الإحصاءات أن فوائد البكتريا النافعة المتمثلة بالعائد الإضافي الذي تسببه العقد الآزوتية الموجودة في التربة من بقايا جذور النباتات البقولية تبلغ سنوياً ما يزيد عن 2.95 مليون طن من الحبوب و 18.5 مليون طن من البقوليات الزيتية
يسعى الكثير من الباحثين إلى تحديد الصنف الأفضل والأكثر فاعلية، ومعرفة أين توجد البكتيريا النافعة بكثرة لاستخدامها على المحاصيل التي نعاني من قلة إنتاجها والتي نرغب بتحقيق اكتفاء مستدام يتدرج تحت التنمية الزراعية المستدامة ويتأقلم مع الظروف الناتجة عن تغير المناخ.
استخدام البكتيريا النافعة في عمليات التحكم البيولوجي:
تلعب الفطريات والبكتيريا النافعة و أنواع أخرى من الأحياء الدقيقة دوراً هاماً في الوقاية من الآفات التي تصيب الجذور، ولكن أثبتت التجارب أنه حتى يتم استخدام الاحياء الدقيقة كعلاج بيولوجي طبيعي هنالك تحديات يجب التغلب عليها أولاً، والتي تطراً بسبب قلة مقاومة البكتريا للظروف المحيطة وضعف قدرتها على التأقلم.
ثلاث شروط يجب تحقيقها لضمان القدرة على استخدام الأحياء الدقيقة كعلاج للسيطرة البيولوجية وهي:
- التأكد من الحصول على الأحياء الدقيقة بالتعداد الكافي لإحداث الأثر المطلوب.
- إطالة الفترة الزمنية التي تكون فيها الأحياء الدقيقة نشطة وفاعلة بتأمين ظروف محيطة مناسبة.
- تحسين الآليات وأنواع الأحياء الدقيقة المستخدمة ليشمل أثرها طيفاً أوسع من الآفات والعوامل الممرضة التي يمكن التغلب عليها.
البكتيريا والصناعات الغذائية:
“في وقتنا الحالي، يوجد ما يزيد عن 3500 صنف من الأطعمة حول العالم، نباتية المنشأ أو حيوانية. يتم تصنيعها بشكل رئيسي بالإعتماد على أنواع من البكتيريا المفيدة والتي تدخل في غذائنا اليومي”
صناعة الألبان:
تعتبر البكتيريا أساسية في صناعات أغلب منتجات الالبان وفي الخمائر التي تدخل في غذائنا اليومي. وتنتمي البكتيريا اللبنية إلى فصيلة اللاكتوباسيلاس أو ما يعرف باسم بكتريا اللاكتيك.
صناعة المخبوزات:
على الرغم من أن بكتيريا الخميرة هي المسؤولة عن جعل العجين ينتفخ كما نشاهده عادة إلا أن بكتيريا اللاكتيك تلعب دوراً مهماً أيضاً لإنتاج خبز العجين المتخمرة Sour dough، والتي تسهل عمل الخباز مع العجينة وتقلل من الفترة اللازمة لراحتها، بالإضافة إلى أن العجينة المتخمرة تبقى طازجة لفترات أطول وتأخذ رائحة ازكى.
عادة ما يتم إنتاج بكتيريا الخميرة باستخدام مكون غذائي يحوي سكر بقيمة عالية. حيث تجرى عمليات التخمر في أوعية كبيرة وتجمع بعدها الخميرة ريثما تجهز ويمتلئ الوعاء باستخدام عملية الطرد المركزي. نحصل بعدها على سائل بلون أبيض شاحب، يتم إعادة تصنيعه للحصول على خميرة سائلة جافة أو مسحوقة.
هنالك أدلة ودراسات تاريخية تشير إلى استخدام المصريين القدماء الخميرة لصناعة الخبز وتحضير مشروباتهم الكحولية الخاصة بالإضافة إلى تحضير بعض العقاقير مما يدل على قدم استخدام البكتريا النافعة في مجالات متعددة.
البكتيريا وتفاعلات التخمر:
تعتبر البكتريا أساسية في عمليات التخمر، والتي لا يمكن أن تتم دون وجود هذه الأحياء الدقيقة. على سبيل المثال تفاعلات التعفن وتفاعلات الخميرة والتي تلعب فيها البكتريا والاحياء الدقيقة الاخرى دوراً مهماً لانتاج أغذية مختلفة كالخبز، وأنواع الجبن المختلفة، واللبن، واغلب مشتقات الحليب، والخل وغيرها.
“تعتبر بكتريا اللاكتيك أساسية في عملية تحضير مخلل الملفوف”
تعد “عمليات التخمر” واحدة من أقدم العمليات التي اتبعها الإنسان لتحويل الطعام من شكل لآخر، ولحفظه لفترات أطول مما يسهل عملية تخزينه ومقاومته الظروف البيئية المحيطة.
وقد أثبتت الدراسات أن أغلب تقنيات حفظ الطعام -التي تدخل البكتيريا النافعة في تنفيذها- تحسن من القيمة الغذائية للطعام. وهذا ما يزيد القدرة على الحصول على المغذيات المتواجدة فيه وتدخل تحسينات مرتبطة بالرائحة والقوام والشكل والطعم أيضاً.
يمكنكم الاطلاع على المجموعة الكاملة لمنتجات شركة الماردية للزراعة والتجارة
والمتخصصة بالعناية بالأسمدة والتربة