الزراعة .. في عالمنا العربي

الزراعة .. في عالمنا العربي

خاص-الماردية

تهدف المنظمات والجهات الرسمية المعنية بالتنمية الزراعية والزراعة المستدامة إلى تأمين احتياجات المجتمع المتزايدة من الغذاء والكساء في وقتنا الحالي، وذلك دون التأثير السلبي على البيئة والنظام البيئي بطريقة تحرم أجيال المستقبل من حقها في تأمين حاجاتها ومن العيش في بيئة صحية نظيفة وغير مستنزفة. نستعرض في هذا المقال لمحة عامة عن الزراعة في الوطن العربي.

يهدف الباحثون في شؤون الزراعة والتنمية إلى إيجاد نقطة تكامل بين ثلاث عوامل رئيسة مهمة وهي بيئة نظيفة وصحية، اقتصاد رابح ومستقر، وتحقيق شكل من العدالة الاقتصادية والاجتماعية. ولذلك فإن كل شخص يعمل بالقطاع الزراعي من زراعة المحاصيل إلى معالجة الأغذية وتوزيعها وبيعها واستهلاكها وطريقة إتلافها، لكل منهم دور رئيسي متفرد يقوم به ليضمن تأمين زراعة مستدامة وتنمية اقتصادية حقيقية.

التنمية الزراعية في الوطن العربي

معظم الدول العربية تعرف بأنها مجتمعات زراعية قائمة على الزراعة وتربية المواشي. لعقود مضت، كنا نقوم بإنتاج ما نحتاجه من محاصيل باتباع طريقة الزراعة الصناعية. وكان يرتكز نظام الزراعة الصناعية السائد حينها إلى استثمار مزارع بمساحات كبيرة وزراعتها بنفس المحصول عاماً بعد آخر. وهذا يتطلب الاعتماد بشكل كبير على المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية التي تؤذي التربة وتلوث الماء والهواء وتساهم بشكل رئيسي في تغيرات المناخ.

هذا النظام لم يُبنَ ليدوم طويلاً فهو نظام يهتم بإنتاج سريع وكميات كبيرة من المحاصيل ولا يحسن ترشيد استخدام الموارد الطبيعية المحدودة.

وحرصاً من الجهات المعنية بتحقيق تنمية زراعية فعلية في الوطن العربي وبعد الدراسات المعمقة تم حصر الشروط والإجراءات الواجب توافرها لتحقيق تنمية زراعية مستدامة في شرطين رئيسيين:

  • الشرط الأول: زيادة الموارد الزراعية المتاحة واستغلالها أحسن استغلال كإنشاء مشاريع الري وإقامة السدود واستصلاح الأراضي والتي تعتبر توسعاً أفقياً، بالإضافة إلى زيادة المدخلات الزراعية كاستخدام المبيدات العشبية والحشرية العضوية واستخدام التقنيات الحديثة التي تزيد من ربحية المشاريع وإنتاجية الأرض والعمل.
  • الشرط الثاني: إعادة تنظيم الحياة الزراعية في الأرياف ترشيدها عبر المؤسسات والمراكز الإرشادية المختصة لزيادة الإنتاج وتنظيم العلاقات الاجتماعية بما يساعد على استخدام الموارد الزراعية بالشكل الأمثل، بالإضافة إلى الحاجة إلى إعادة تنظيم الدورة الزراعية وتوفير الخدمات الزراعية من تمويل وإرشاد وإشراف مستمر وتسويق.

يوم الزراعة العربي

تحتفل المنظمة العربية للتنمية الزراعية في كل عام بيوم الزراعة العربي والذي يصادف السابع والعشرين من شهر أيلول سبتمبر. وهو نفس التاريخ الذي باشرت فيه المنظمة عملها في مقرها الرئيسي في مدينة الخرطوم في جمهورية السودان. وتختار المنظمة في كل عام موضوعاً يرتبط بالتنمية الزراعية والأمن الغذائي لتتمحور حوله فعاليات هذا الاحتفال، وتوازياً مع هذا الاحتفال المقام على مستوى المقر الرئيسي للمنظمة تنظم وزارات الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية في مختلف الأقطار العربية احتفالات مماثلة بهذه المناسبة.

المشكلات التي يعاني منها القطاع الزراعي في الوطن العربي

  • ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج كالأسمدة والمبيدات البيولوجية.
  • قلة اليد العاملة الخبيرة.
  •  إهدار كميات كبيرة من المياه نتيجة الري بالغمر والتي لا تزال متبعة في كثير من المزارع.
  • وزيادة ملوحة الأراضي الزراعية وخاصة الأراضي التي تروى بطريقة الغمر التقليدية.
  • عدم قدرة الفلاح على تحديد المخصصات المائية والسمادية الواجب استخدامها لكل محصول.
  •  الاستخدام المفرط للمبيدات والأسمدة الكيميائية وقلة الوعي بأضرارها على التربة والماء والبيئة.
  •  زيادة نسبة الفاقد من المنتجات الزراعية نتيجة سوء التداول وقلة كفاءة الحصاد والنقل.
  • ندرة الاعتماد على التكنولوجيا وقلة اتباع أساليب الزراعة الذكية.
  • كثرة الآفات والأمراض الحشرية والمرضية للمحاصيل الزراعية وعدم علاجها بجدية وفعالية.
  • عدم توفر شبكة ري حديثة عند أغلب المزارعين سواء للري بالرش أو التنقيط.
  • قلة توفر مرشدين زراعيين أو شبكة إرشاد عادة ما تكون حلقة الوصل بين مراكز الأبحاث والمزارعين.
  •  ضعف التكنولوجيا المستخدمة من الآلات والمعدات وارتفاع تكلفتها بالنسبة لأصحاب المزارع الصغيرة وذوي الدخل المحدود.

بعد المحاولات العربية التي باءت بالفشل في محاولة إنشاء تكامل زراعي عربي فإنه من الضروري البحث عن إجراءات عملية لتحقيق أهداف وأحلام المواطنين العرب في القطاعات الزراعية وتحقيق نسبة مرضية من الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء والتغذية.

منهجية الزراعة الذكية

هي استخدام تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تطوير الممارسات الزراعية المستدامة وتنميتها ويتم ذلك عن طريق سلسلة من الخطوات وهي:

  • التوعية بأهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الزراعة لما لها من أهمية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وخاصة فيما يتعلق بالقضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي. بالاضافة الى التغذية المحسنة وتعزيز الزراعة المستدامة واتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ وآثاره.
  • التأكيد على أهمية استخدام الزراعة الذكية في المحافظة على الموارد الطبيعية وترشيد استخدامها وحمايتها من التلوث ورفع كفاءة استخدامها واستدامتها.
  • التذكير بالدور المهم لاستخدام تطبيقات الزراعة الذكية في تحسين الممارسات الزراعية عموماً لما لها من أهمية في خفض النفقات واستخدام الموارد الزراعية بالشكل الأمثل.
  • التوعية بأهمية تضمين سياسات وخطط التنمية الزراعية ببرامج وأنشطة تهدف إلى تمكين المزارعين وتوعيتهم وتسهيل حصولهم على تطبيقات التكنولوجيا الخاصة بالزراعة وتعليمهم كيفية استخدامها.
  • التذكير بأهمية وضع خطط وبرامج عمل تدريبية متخصصة في تطبيقات الزراعة الذكية واستخداماتها المختلفة في القطاعين العام والخاص.

التنمية الزراعية في قطر

إن التوسع الكبير الذي يشهده القطاع الزراعي في قطر جاء تلبية للطلب المتزايد على الغذاء نتيجة النمو السكاني السريع ودعم الجهات الحكومية لأي مبادرة زراعية تنموية. جاء الدعم الذي توفره الحكومة القطرية للتنمية الزراعية عبر صيغ متعددة كتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص عبر قانون الشراكة الجيد والشامل. بالإضافة إلى الدعم المالي لتنشيط الإنتاج المحلي، وتبني التقنيات المستدامة واتباع نهج الزراعة الذكية على نطاق واسع كاستخدام وسائل الري الآلي والزراعة بدون تربة (الهيدروبونك) والزراعة المائية (الاكوابونيك)وغيرها من الوسائل التنموية التي تساهم في تحسين الإنتاجية وحماية  الموارد الطبيعية.

يتم في معظم الدول العربية وبشكل خاص في قطر التركيز على موضوع الزراعة الذكية. وذلك لأهميتها في زيادة كفاءة استخدام الموارد الطبيعية وفي زيادة الإنتاج والإنتاجية بما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي من جهة ويحقق استدامة الموارد البيئية المحدودة من جهة ثانية. بالإضافة إلى أهميتها في توفير أغذية آمنة وصحية خالية من الإضافات الهرمونية ومن الملوثات الكيميائية. حيث تزداد الجهود المبذولة للحد من استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية وغيرها من الإضافات الضارة بالصحة والبيئة.

مواصلة للسعي الدؤوب من قطر لتحقيق أهدافها في الاكتفاء الذاتي الغذائي فقد تزايد إنتاج العسل المحلي ومشتقاته. نذكر على سبيل المثال شمع العسل والغذاء الملكي والعكبر الذي تطور بشكل ملحوظ على مدار السنوات القليلة الماضية.

يمكنكم الاطلاع على المجموعة الكاملة لمنتجات شركة الماردية للزراعة والتجارة
والمتخصصة بالعناية بالثروة الزراعية

اقرأ أيضاً

الانتقال العادل للزراعة المستدامة

الأسئلة الشائعة

  • كم تبلغ مساحة الأراضي الزراعية في الوطن العربي؟

تبلغ المساحة الإجمالية للدول العربية 1402 مليون هكتار أي حوالي 10% من مساحة اليابسة في العالم. وتبلغ مساحة الأراضي القابلة للزراعة حوالي 197مليون هكتار.

  • ما هي اكبر الدول العربية انتاجا للمحاصيل الزراعية؟

تأتي مصر بالمرتبة الأولى عربيا بإنتاج زراعي يزيد عن 27.6 مليار دولار سنويا.

  • ما هي الصعوبات التي تواجه الزراعة في دول الخليج العربية؟

إن العقبات التي تواجه الزراعة في دول الخليج تكمن في ندرة مصادرة المياه العذبة. بالاضافة الى المناخ القاسي ومحدودية الاراضي الصالحة للزراعة. هذا ما ذكرته منظمة الزراعة والأغذية للأمم المتحدة FAO.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Awesome Work

You May Also Like